حورات خاصةسلايد رئيسي

هل ستعود الولايات المتحدة لدعم المعارضة مجددًا، حوار مع باحث سياسي حول السياسة الأمريكية تجاه سوريا

أجرت وكالة ستيب الإخبارية حوارًا مع الباحث السياسي السوري، الدكتور عبدالقادر نعناع، للحديث عن التسريبات التي تفيد بنيّة للولايات المتحدة إعادة دعمها فصائل المعارضة بالمناطق المحررة، وحول المحاولات الأمريكية باللعودة للتأثير بالملف السوري بعد أن سلمته لروسيا خلال الأعوام الأخيرة.

والحديث عن الدور الأمريكي الجدّي بإسقاط نظام الأسد في سوريا، وعن الأسباب والدوافع السياسية لمماطلتها في إنهاء وجوده، رغم ضغط العديد من المسؤولين الأمريكيين بهذا الشأن.

اعتبر نعناع، أنَّ الولايات المتحدة لم تكن يوماً جادة أو راغبة بالعمل على تهديم نظام الأسد، بما يتفق مع أهداف الثورة السورية، حتى إبان فترة حكم أوباما، حين كان يقدم دعماً محدوداً لفصائل منتقاة أمريكياً، لم يكن هدفه آنذاك هو المساعدة على إسقاط النظام، بقدر ما كان صناعة أدوات أمريكية تحمي مصالحها ومصالح إسرائيل في سوريا.

حيث تعمل الولايات المتحدة جيداً على دعم آليات إسقاط النظام، وخصوصاً أنها الأكثر خبرة في إسقاط الأنظمة عالمياً، ابتداءً من أنظمة أمريكا الجنوبية، مروراً بأفغانستان والعراق وليبيا.

لذا لا يمكن القول أنَّ الولايات المتحدة تحاول تقديم مساعدات للفصائل الثورية في سوريا، لأنه وبالمقارنة بالحراك الأمريكي في حالات أخرى، نكتشف سريعاً أنَّ كل ما تمّ تقديمه، كان هدفه إحداث انشقاق في صفوف الفصائل الثورية، وإخضاعها للتصنيف الأمريكي (معتدل-متطرف)، وفق حجم ما تمتلكه من هوية دينية.

وأضاف، أنَّ العودة الأمريكية (الترامبية) إلى ذات النهج العقيم، لا يعني أكثر من أنه محاولة أميركية لخلق حضور في مناطق الشمال السوري، ومنافسة الحضور التركي، واكتساب أدوات عسكرية تساعد في تفكيك الجبهة الشمالية، كما حصل في جبهات أخرى، وربما يكون الهدف أيضاً الإضرار بمصالح تركيا عبر التغلغل في مناطق نفوذها.

وتابع، بالتأكيد هناك قوى مسلحة في الشمال السوري، على استعداد للتعاون مع الأمريكي، وستبرر سلوكها بأنها على استعداد للتعاون مع “الشيطان” إن لزم الأمر، لكنها تعلم ضمناً لن هذا التعان لن يقود إلى إلا فقدان ما تبقى من عامل القوة العسكرية بيد الثورة السورية.

عدا عن أنَّ الولايات المتحدة، قد تكون راغبة في إحداث تغيير ما في سوريا، لكنها بالتأكيد تغيير يصب في ذات المنحى التسلطي، بمعنى استمرار النظام، ولكن عبر الهيمنة عليه من خلال أشخاص موالين للولايات المتحدة، وقادرين على ضبط المشهد الداخلي، حيث تعلم الولايات المتحدة أنَّ الأشخاص الحاليين، لم يعودوا قادرين على القيام بوظائفهم التي كانت مناطة بهم.

واختتم حديثه، لذا إن كانت الولايات المتحدة ستعمل يوماً على هذا التغيير، فهو بهدف إعادة إنتاج النظام لا أكثر، وخصوصاً في حال كانت القوة العسكرية والسياسية للثورة السورية، غير قادرة على فرض شروطها “كما هو حالياً”.

2672019 4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى