الشأن السوري

فقدان الماشية بالمناطق المحررة بسبب هيئة تحرير الشام؟

تشهد مناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب الشمالي ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار لحم “العواس” بسبب تهريبه بشكل منتظم باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري عبر عدة معابر رسمية وغيرها.

وأفادت مصادر خاصة لوكالة “ستيب الإخبارية” في ريف حلب الجنوبي بأن هيئة تحرير الشام تسمح للتجار بنقل المواشي باتجاه مناطق النظام السوري عبر معبر العيس بريف حلب الجنوبي بعد حصولها على مبالغ مالية عن كل 20 رأس غنم 100 دولار أمريكي.

وأشارت المصادر إلى أن هناك طرقاً أخرى لتهريب المواشي و الأبقار باتجاه مناطق سيطرة النظام عن طريق معبر ” أبو الزندين” بريف حلب الشمالي، و”معبر المنصورة” أيضاً وأحياناً من خلال معابر غير رسمية وسط تجاهل وسكوت من قبل الجهات المعنية سواءً من حكومة الإنقاذ أو مناطق درع الفرات شمالي حلب.

وذكر يوسف أبو محمد “ناشط”، أن معبراً بريف حلب الغربي كان ينتقل منه المواشي و الأبقار بطريقة غير نظامية وكانت هيئة تحرير الشام تصادر نصف الرؤوس المهربة ومرة ثلثها و كانت تضع الرؤوس المصادرة بمستودعات و مرابط خاصة لها قرب أطمة بريف إدلب الشمالي.

في حين قال “أبو محمد”  : ” إن قوات النظام تشجع التجار على نقل الثروة الحيوانية من المناطق المحررة باتجاه مناطقه عبر إرسال تجار يشترونها أضعاف ثمنها لإنشاء ثروة حيوانية كبيرة لديه و إضعاف مناطق سيطرة المعارضة” .

من جهة أخرى كشف حسن جميل، وهو تاجر أغنام ، إلى أن “تجار المواشي أغلبهم من هيئة تحرير الشام” فالموضوع مربح لهم، كما قال وأن هناك نوبات بحاجز العيس لا تقبل إرسال الأغنام إلى مناطق النظام وتقوم بإعادتها مما يضطر التجار لانتظار انتهاء تلك النوبات.
حيث نوّه إلى أن نقل الذكور مسموح إلى مناطق النظام ولكن يتم التعامل مع الحواجز بوضع الذكور بالخلفية و تخبئه الإناث كي يظهرون للناس أنهم يرسلون فقط الذكور دون الإناث.

كما أشار جميل، إلى أن قادة هيئة تحرير الشام هي الآمرة الناهية في المناطق المحررة وما وجود حكومة الإنقاذ إلا واجهة لهم، فموضوع إرسال المواشي إلى النظام يدر المال لهم دون الاكتراث لارتفاع أسعار المواشي أو غلاء لحومها بشكل جنوني ليصل إلى أسعار خيالية بالمناطق المحررة.

في حين قال خالد علي أحد مربي الأغنام  إن “الأسعار سابقاً كانت مختلفة وأرخص وكنت بمثل هذا العام اشتري لبيتي من عشرة إلى خمسة عشر رأسا من الماشية أستفيد من لحومها و مشتقات الحليب و من صغارها.

ولكن في ظل هذه الظروف أخبرنا أنه لم يعد يستطيع شراء هكذا كمية منها حيث كان يشتري الرأس الواحد من 30 إلى 40 ألف ليرة سورية لكن هذا العام فقدت الماشية من الأسواق وأصبحت تباع بأكثر من 280 ألف ليرة سورية للرأس الواحد.

وبالعودة إلى أسعار اللحوم قال المواطن أحمد العلي “لم اشتر لحماً لبيتي منذ العيد الكبير، لا قدرة لي شراء لحم الغنم التي تذبح وتباع الكيلو الواحد بـ 5500 وأحيانا 6000 ل. س أما لحم الخروف فقد أصبح نادراً بينما كان سعر الكيلوغرام الواحد بـ 2500 ل.س و بسبب غلائه أصبح القصابون يبيعون لحوم الفطائم” الإناث”.

الجدير بالذكر أن السلطات السعودية طلبت من النظام السوري هذا العام بموسم الحج إرسال رؤوس ماشية فقامت قوات النظام بإرسال آلاف رؤوس الماشية من الذكور حصراً ليتم استبدالها بالنقد الأجنبي لتدعيم الاقتصاد السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى