العميد الركن فاتح حسون يكشف لـ”ستيب” الحقائق حول العملية العسكرية التركية بإدلب.. والتفاصيل
شهدت الأيام الأخيرة الماضية تعزيزات تعتبر الأضخم خلال سنوات الثورة السورية للجيش التركي، حيث دخلت أكثر من ألف آلية عسكرية إلى مناطق ريف إدلب وحلب، وسط تقدم قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها بغطاء من الطيران الروسي تجاه عشرات المدن والبلدات والسيطرة عليها دون وجود مقاومة واضحة من فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام على العديد من المحاور، لتبدأ اليوم أصوات المحللين العسكريين والشخصيات المطلعة على الوضع العسكري والميداني السوري تتعالى بالتصريح حول عملية عسكرية للجيش التركي بالتعاون مع فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” في إدلب وريفها وريف حلب الجنوبي، وللحديث أكثر عن التفاصيل، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الرئيس الأسبق للجنة العسكرية في مباحثات أستانا، العميد الركن، فاتح حسون، والذي أجابنا عن الأسئلة التالية:
كثرت الأقاويل بالساعات الأخيرة عن نية تركيا بدء عمل عسكري بالشمال السوري، و بالتعاون مع الجبهة الوطنية للتحرير، ما مدى صحة هذه الأقاويل التي رجحها لنا أحد المصادر الخاصة؟
بعد لقاء الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي، سيرغي لافرنتييف، بالفريق التركي الذي ترأسه معاون وزير الخارجية التركي، يوم أمس، كان بيان الخارجية التركية يدل على عدم التوصل لاتفاق مشترك، ورفض تركي للطرح الذي حمله الوفد الروسي، ولاحقًا، صدرت تصريحات عن وزير الدفاع التركي بضرورة انسحاب قوات النظام السوري قبل المهلة المحددة (نهاية شباط الجاري)، وبأن تركيا تمتلك “خطط بديلة” في حال عدم تنفيذ ذلك، وأعتقد أن الخيار العسكري لمجابهة قوات النظام هو من الخطط المعتمدة لدى تركيا بمشاركة قوى الثورة العسكرية التي هي بطبيعة تخوض حاليًا معارك شرسة وغير متكافئة ضد قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له بغطاء من الطيران الحربي الروسي الذي يعتمد سياسة الأرض المحروقة مما يتيح تقدم للقوات البرية المعادية.
بحال كانت النية موجودة، ما هي محاور العمل أو أهدافه؟
لن تكون أي معركة تخوضها تركيا بالتعاون مع الجبهة الوطنية للتحرير “أحد تشكيلات الجيش الوطني السوري” ضد قوات النظام السوري إلا لتحقيق هدف حماية المدنيين وتأمينهم، ودحر قوات النظام بعيدًا عن نقاط المراقبة التركية وإلى الحدود الجغرافية المتفق عليها في قمة سوتشي حول إدلب عام 2018 بين الرئيسين التركي والروسي، حيث ما زالت تركيا ومعها قوى الثورة السورية ملتزمة باتفاقياتها وتعهداتها، وترى أن إجبار النظام السوري على تنفيذها حق يجب التوصل إليه بكافة السبل المتاحة.
ما هي الخلافات بين روسيا وتركيا، والتي دفعت الأخيرة لشن عمل عسكري بالمنطقة؟
من الواضح أن التصعيد الروسي في منطقة إدلب ارتبط بدعم تركيا لحكومة فايز السراج في ليبيا، في الوقت الذي تدعم به روسيا قوات المشير،خليفة حفتر، الأمر الذي قلب الطاولة وغيّر الموازين خلال أسابيع إن لم يكن أيام، وهذا ما استثار الروس بشكل كبير ومعهم مجموعة من المتضررين من التدخل التركي بهذه الطريقة في ليبيا، فارتفعت وتيرة التصعيد الروسي في منطقة إدلب بتنفيذ وتوجيه روسي كردة فعل.
اقرأ أيضاً : وزير الدفاع التركي يهدد النظام السوري بالخطتين “ب/ج”.. تعرّف عليهما
كما أشير هنا إلى باقي الملفات الخلافية بين روسيا وتركيا كملف أولويات تطبيق بنود اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب، ومعارك شرق الفرات، وتعامل الروس مع “قسد”، وعدم اعتراف تركيا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وغيرها من الملفات التي تعتبر بمثابة الخلافات القديمة المتجددة، والتي يجدر الإشارة إلى أنه لم يكن لها التأثير الأكبر في التصعيد الروسي في منطقة إدلب مقارنة بالخلاف حول الملف الليبي.
ماذا بعد العمل العسكري؟ وهل اصطدام تركيا بقوات النظام السوري وحلفائها بإدلب يعني الصدام مع هذه القوات بكافة مناطق التماس بين الطرفين؟
مجرد بدء تركيا بعملية عسكرية ضد قوات النظام المحيطة بنقاط المراقبة التركية كمرحلة أولى، فإن روسيا لن تشارك في التغطية الجوية لقوات النظام السوري وستأخذ دور الوسيط “غير الموثوق” بين الطرفين، وهذا سيجعل روسيا تجلس مجددًا على طاولة المفاوضات لمحاولة إيقاف العمليات العسكرية، إن لم يكن بالعودة إلى اتفاقية سوتشي حول إدلب فسيكون بتحقيق مكاسب ترضي تركيا وتحقق معظم أهدافها.
ما مصير نقطة المراقبة التركية بمورك في ظل هذه الأخبار و التحركات التي يتم الحديث عنها؟
لن تبقى قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها قريبة من نقاط المراقبة التركية، وستبتعد عنها فور البدء بالعملية العسكرية التركية، التي لن يوقفها سوى التزام روسيا مجددًا بتطبيق اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب.