حورات خاصةسلايد رئيسي

خاص|| خبير عسكري يكشف مصير البلدات جنوب الـ”M4″ وتحليلات هامّة للاتفاق الروسي التركي بإدلب

انطلقت اليوم أولى الدوريات الروسية التركية المشتركة على الطريقين الدوليين “M4″ و”M5” بين حلب وإدلب، بعد الاتفاق الأخير الذي جرى بين الرئيسان التركي والروسي في “موسكو” في الـ5 من الشهر الجاري.

ولا يزال هذا الاتفاق ببنوده محط أنظار الجميع بين معارضة وموالاة للنظام السوري، حيث لم تتوضح من كلا الجانبين التركي والروسي النقاط والمراحل الفعلية لهذا الاتفاق ولا حتى المراحل الزمنية لتنفيذ بنوده.

ومنذ عقد الاتفاق المذكور وضع مصير نحو نصف مليون إنسان بالمجهول بانتظار الإفصاح عن بنوده، حيث يوجد مناطق وعدد من القرى والبلدات التي يفترض أنّها بيد المعارضة السورية جنوب المنطقة المنزوعة السلاح من الطريق الدولي “M4″، منها ما تبقى من سهل الغاب وجبل الزاوية إضافة لمدينتي جسر الشغور وأريحا وما حولها، فما مصير هذا المدن بعد الاتفاق، هل ستسقط بيد النظام وحلفائه بحكم أنها باتت محاصرة أم ستبقى معزولة من الطرفين، وهل سيعود لها قاطنوها، ولأجل ذلك التقت “وكالة ستيب الإخبارية”، مع العميد المنشق والمحلل العسكري والاستراتيجي، أحمد رحال، ودار الحوار التالي:

– برأيك ما مصير البلدات التي تقع جنوب الطريق الدولي، ولا زالت تحت سيطرة المعارضة؟

الوضع في المناطق جنوب طريق “M4” وضع معقد جداً، فالمناطق تلك من الناحية العسكرية، أصبحت بحكم الساقطة، ولم تعد تملك مقدرات الدفاع بالرغم من أنّها يجب أن تكون خط الدفاع الأول عن جبل الزاوية وجبل الأربعين، وشحشبو وجسر الشغور وأريحا، ومعظم الشمال المحرر.

وسقوط هذه المناطق سيكون نتيجة العمق الاستراتيجي العسكري القليل والأسلحة الثقيلة التي سينعدم تواجدها فيها، فالمنطقة المعزولة في محيط الطريقين الدوليين تتراوح بين 6 -8 كلم، مما يعني عسكرياً مسافة قليلة متبقية لا تكفي لوضع نقاط دفاعية داخلها.

أما سياسياً فالنظام سيكون مرتاح جداً لكسبه مناطق من غير قتال، بينما سيتم تهجير أكثر من نصف مليون إنسان من هذه المناطق، مما ينذر بكارثة على الصعيد الإنساني.

اقرأ أيضاً : هذه نتائج المفاوضات العسكرية بين روسيا وتركيا بشأن إدلب

– هل تعتقد أن تركيا خسرت سياسياً وعسكرياً نتيجة هذا الاتفاق بعد أن فترت تصريحاتها التي كانت تدعو إلى تراجع قوات النظام السوري عن الطريقين الدوليين والبلدات التي تقدمت إليها خلال الحملة الأخيرة؟

حتى اليوم المعارضة ليست على اطلاع على فحوى الاجتماعات الروسية التركية، لكنها تتصور سيناريوهين، الأول بأنّ ما حصل هو إيجاد مخرج للعملية العسكرية التركية بإدلب، تبدأ بوقف إطلاق النار وفتح الطريقين الدوليين، ليتسنى لتركيا إنهاء عمليتها العسكرية بأقل الخسائر.

السيناريو الثاني الإيجابي يتصوّر بأنّ يكون الاتفاق الروسي التركي على مراحل، تبدأ بوقف إطلاق النار وفتح الطرق الدولية، ثم إعادة قوات النظام لحدود اتفاق “سوتشي” وبعدها بدء إعادة اللاجئين السوريين لمناطقهم.

ويرى أصحاب الرؤية الثانية للاتفاق أنّ من مفضياته أيضاً إيجاد حل لـ “هيئة تحرير الشام” وتوحيد المعارضة السورية.

وبالتالي حسب الرؤيتين هناك تناقض واضح بحسب المفاهيم الروسية والتركية للحل في سوريا، حيث تُصر روسيا على سيطرة النظام على كامل المناطق لتعود هي وتقسم نتائج ما ربحته على الأطراف، بينما رؤية تركية تتحدث عن أمن قومي تركي وأعباء لاجئين لم تعد الحكومة تتحملها، وعمليات عسكرية تركية على الأرض تهدف لوقف المشروع الروسي.

وهنا لا يزال الموقف ضبابياً من الاتفاق الروسي التركي، فالبنود المتفق عليها غير واضحة مطلقاً، لتصح عبارة “انتصر بوتين ولم يهزم أردوغان”، ونرى أنّ الاتفاق يبدو على مراحل تظهر آنياً مع تنفيذ أولي لكل مرحلة.

– برأيك هل تتجه الأمور بإدلب إلى منطقة أمنة ضمن الحدود المتفق عليها بين الجانبين الروسي والتركي مؤخراً؟

لا يزال موضوع المنطقة الآمنة غير متوافق عليه بين الدول، فهي أمر يحتاج لقرار من مجلس الأمن الدولي أو قرار أمريكي صلب، وحتى الآن لم يوجد هذا ولا حتى بتوافق روسي تركي.

– لا يزال الأتراك يرسلون التعزيزات وقوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها أيضاً ترسل قواتها إلى إدلب، برأيك هل ما جرى من اتفاق هو استراحة محارب ينتظر فتيل الانفجار القادم؟

على الرغم من وقف إطلاق النار والاتفاق الروسي التركي، لا زلنا نراقب التحشدات الإيرانية والتركية على حدّ سواء باتجاه إدلب، وأرى من هنا أنّ إيران تفعل ذلك لتخريب الاتفاق بسبب عدم مشاورتها من قبل “موسكو” واعتبارها من الأطراف الفاعلة على الأرض، بالمقابل يبدو هناك توافق روسي تركي على إعطاء ضوء أخضر لكلا الطرفين لضرب أي جهة كانت، تعمل على تخريب الاتفاق سواءاً ميليشيات إيران أو “تحرير الشام”.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار النقطة الرئيسية التي ركّز عليها الأتراك والروس باتفاقهم، وهي أنّ لا صراع بين الطرفين على الأرض السورية، والعمل من كلا الجانبين على عدم الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

– هل تتوقع أن تعمل تركيا على حل “هيئة تحرير الشام” ودمجها مع القوات التي تدعمها عسكرياً كي لا تبقى ذريعة لروسيا ومن معها؟

بكل مكان من سوريا كانت روسيا وحلفاء النظام السوري تتذرع بمحاربة الإرهاب من أجل نقض الاتفاقيات، واعتقد أنّ هيئة “تحرير الشام” ستكون واحدة من تلك الذرائع، إلا أنّ ما يحسب أيضاً ويجب أن يذكر أليس حزب الله وميليشيا فاغنر الروسية وميليشيات إيران والعراق إرهابية أيضاً ويجب التخلص منها جميعاً.

اعتقد أنّ حلّ الفصائل الإرهابية لا يكون من طرف واحد، بل يحتاج لتوافق دولي معقد ومتشابك بالمصالح بين الدول، تبدأ بحل كل هذه التشكيلات الإرهابية من تحرير الشام حتى حزب الله ومن معها.

اقرأ أيضاً : بالفيديو|| اعتصام وحرق إطارات على الـ”M4″ تنديداً من أهالي إدلب بالاتفاق الروسي التركي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى