حورات خاصة

ماهي مكاسب السودان بعد رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومستقبل الاتفاق مع إسرائيل

رفع رسمياً يوم أمس الإثنين، اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، بعد عقود من العزلة الدولية، خلال تولي نظام البشير للحكم بالبلاد، لتبدأ نظرات السودانيين تبحث عن مكاسب السودان من الأمر مستقبلاً.

عقود من الأزمات والعزلة

وكانت الولايات المتحدة قد وضعت السودان بهذه القائمة بعد أن استقبل قيادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم “أسامة بن لادن” في تسعينات القرن الماضي، ليدخل السودان بعدها بأزمات اقتصادية ومعيشية كان الخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوداني.

ولكن ماذا سيحصد السودان اليوم بعد رفعه من هذه القائمة السوداء، وكيف ستسير الأمور مع القيادة السياسية الحالية والتي فيما يبدو تسير باتجاه الاستقرار ورفعة السودان محلياً وإقليمياً ودولياً.

وحول الأمر تحدث لوكالة ستيب الإخبارية، الباحث السياسي السوداني، وخبير العلاقات الدولية، أبو بكر عبد الرحمن، الذي أوضح موقف السودان وسياسته وما ستؤول إليه الأمور تباعاً.

السودان أثر فاعليةً واستقرار

ويقول “عبد الرحمن”: ” رفع السودان من لائحة الإرهاب سيعقبه عمل كبير بين الخرطوم وواشنطن، وأهمه عودة السودان للأسرة الدولية أكثر فاعلية وأكثر استقراراً”.

ويوضح بأن خسائر السودان قدّرت على مدى ثلاث عقود من الحظر بأكثر من ٥٠٠ مليار، وهي عبارة عن خسائر مالية نقدية مباشرة وغير مباشرة، حسب وصفه.

ويبيّن بأن المكاسب السودانية ستتمثل بعدّة خطوات وأمور هامّة، لعل أبرزها على المستوى الاقتصادي من خلال عودة السودان للنظام المصرفي العالمي وهذا سيحقق عدد من المكاسب.

مكاسب السودان من الاتفاق

ومن بين تلك المكاسب “الاستفادة من المنح والقروض الميسّرة من المؤسسات المالية والدول المانحة، وفتح الطريق أمام حركة الصادرات السودانية، إضافة إلى الاستفادة من الدعم ودخول الشركات الكبرى لإعادة تحديث البنى التحتية من شبكات مواصلات السريعة والاتصالات وطرق وجسور، إلى جانب فتح الاستثمار أمام الشركات العالمية في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والقطاعات الصحية”، مشيراً إلى أن تلك الامتيازات كان السودان محروم منها على مدى عقود.

ويتابع بأن الاستقرار المنتظر في السودان سيبدأ حين تصل البعثة السياسية وفق البند السابع في بداية العام الجديد، ومهمتها مراقبة الانتقال السياسي في السودان، وهذا بدوره سيفرض مناخ جديد؛ وبالتالي فإن الأمور ربما ستذهب باتجاه الاستقرار خاصة مع توقيع اتفاق “سلام جوبا” بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح بالجنوب.

صياغة توليفة قوية مع واشنطن

ويتحدث الباحث السوداني حول أن الخرطوم تحاول إعادة صياغة “توليفة قوية” مع واشنطن مقابل ما قدمته من أموال كتعويضات لأسر ضحايا المدمرة كول، وكذلك تفجيرات سفارتي واشنطن في تنزانيا وكينيا، وبالتالي المتوقع مضي العلاقات بين الدولتين في آفاق أكثر إشراقاً.

وباستمرار الحديث عن سياسة الخرطوم الخارجية الجديدة والتي باتت أكثر مرونة ونجاحاً عمّا كانت عليه في عهد البشير، ففي ملف “سد النهضة” يؤكد “عبد الرحمن” أن ملف سد النهضة معقد والخرطوم قد أبلت فيه بلاءً حسناً، ولديها علاقات جيدة مع القاهرة وأديس أبابا رغم حالة الشد والجذب التي تظهر بين الفينه والأخرى، حسب تعبيره.

ويضيف: “وانطلاقاً من عمق هذه العلاقات فنهج الخرطوم لن يرتبط بتحسن علاقاتها مع واشنطن بقدر ما يمكن أن تلعب دور أكثر حضوراً وفاعلية باعتبارها طرفاً أصيلاً وتمتلك حق في هذه المباحثات، وبالتالي ستمضي بما يمكن أن يحقق مكاسب مشتركة”.

مشيراً بذات الوقت إلى أنها رفضت مؤخراً استراتيجية إثيوبيا التي ظلّت تعمل بها منذ سنوات، وهي استمرار العمل مع استمرار المفاوضات وهو ما رفضه السودان ودعا لتعديل الدولتين لمنهجيتهما في التفاوض باعتبار أن إهدار الوقت ليس في صالح أي من أطراف النزاع الثلاثة.

اقرأ أيضاً: السودان يحدد شرطاً على الولايات المتحدة مقابل الاستمرار باتفاق السلام مع إسرائيل

اتفاق السلام مع إسرائيل

أما عن اتفاق السلام بين السودان وإسرائيل والذي ربطه البعض بما تمّ الإعلان عنه من رفع السودان من القائمة السوداء تلك، يلفت الباحث السوداني إلى أن العلاقات بين الدول تؤسس لها المصالح.

ويقول: “التسوية التي يمكن أن تتم في المستقبل بين الخرطوم وتل أبيب تتوقف على ما يمكن أن تقدمه تل أبيب من ملفات للتعاون”.

ويتابع في حديثه: “السودان كان وما يزال منتصراً لكل المظلومين وداعماً لكل الشعوب المنتفضة الطامعة في الحرية والاستقلال والتجارب من دول المنطقة العربية، وقد استضاف عدداً من زعمائها ووفر لهم الدعم المعنوي والمادي ضد المستعمر؛ وتأسيساً على ذلك فإن أي علاقة ستقيمها الخرطوم لاحقاً بالتأكيد لن تكون على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

وبذات الوقت يؤكد أن قيادة السودان الحالية تتجه إلى تصفير عداد الصراعات مع أغلب دول المنطقة التي ورثتها من جرّاء سلوكيات النظام السابق، وتأكيد رغبة السودان في الانفتاح الإقليمي والدولي، وصياغة علاقات ناضجة تخدم مصالحها في المستقبل.

ويلفت إلى ان ذلك لا يستثنى الدخول في تسوية مع إسرائيل، مذكراً بذات الوقت بأنّ القيادة السودانية وضّحت في وقت سابق أنها غير مسؤولة عن المصادقة على هذا الاتفاق وإنما هو من صلاحيات البرلمان المنتخب الذي يمكنه رفض “اتفاق إبراهيم” أو المصادقة عليه.

وفي خضم التطورات المتسارعة التي يعيشها السودان، مما جعله محط الأنظار عالمياً، ينتظر السودانيون الانفراج الاقتصادي بحماس، بعد الانفراج السياسي الأخير، فالسودان صاحب الأراضي الزراعية الكبيرة على ضفاف النيل، وصاحب الثروات الباطنية الضخمة في جنوبه، بقي أبنائه يعانون الأمرّين خلال حقبة سيطرة “الإسلاميين” على حكم البلاد، ولعل ثورة السودان والتي يصادف ذكرى انطلاقتها بعد أيام في 19 ديسمبر ستحمل المزيد من النهضة المرتقبة لبلد ثرّي بأرضه وموقعه وأبناءه.

ماهي مكاسب السودان بعد رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومستقبل الاتفاق مع إسرائيل
ماهي مكاسب السودان بعد رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومستقبل الاتفاق مع إسرائيل

اقرأ أيضاً: ماذا كسب السودان وماذا خسر باتفاق السلام مع إسرائيل.. القصة كاملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى