لكن ما السبب الحقيقي لأزمة المحروقات الأخيرة؟
إن هذه الأزمة ليست أكثر من تراكم سابق لعوامل أوصلتها إلى حدها الأقصى أو اقتربت منها، ومن هذه العوامل:- أولاً: نفاذ احتياطي البنك المركزي من القطع الأجنبي لكي يدفع ثمن شحنات النفط، كما أن العقوبات الاقتصادية وتردي الوضع الاقتصادي لحلفائه من الإيرانيين من جهة ورفض الروس مساعدتهم دون دفع ثمن الشحنات كاش من جهة أخرى، وأن المركزي بسياساته الارتجالية ساعدت بنضوب هذه الاحتياطيات، دون أن ننسى أن وزارة المالية في الحكومة عبر ذراعها المتمثل بالضابطة الجمركية إضافة للمركزي دخلت بمعارك أجنحة النظام التي أثرت بشكل كبير بانهيار سعر الصرف وعزوف أمراء الحرب عن دعم النظام بالسلع وتهريب شحنات النفط
- ثانياً: رفض النظام الدخول الجدي بأي حل سياسي، مما جعل الجغرافيا السورية مسرحًا للعقوبات الدولية الاحادية والتشدد بها.
- ثالثاً: الصراع مع الإدارة الذاتية التي تسيطر على ٩٠% من الحقول النفطية في سوريا، حيث دخل الطرفين بحرب أشبه بالحرب الباردة وذلك أن الإدارة الذاتية تريد أن تكسب تنازلات سياسية من النظام مقابل مساعدته، والنظام يريد الحصول على النفط مقابل حمايته من أي هجوم محتمل للدولة التركية.
- رابعاً: وهو متعلق بعدم سداد آل قاطرجي للدين المستحق للإدارة الذاتية والتي صرح بعض ناطقيها بأنه وصل لـ ٨٠٠ مليون دولار مما دفع بالإدارة إلى إيقاف هذه الشحنات، كما أن الـ قاطرجي لم يلتزم أيضاً بعقود إعمار مصفاة حمص النفطية التي وقعت مع وزارة النفط السورية كما متفق عليه، مما جعل المصفاة أيضاً لا تعمل بشكل صحيح عدى فساد شحناتها النفطية الخام المخلوطة بالمياه، هذا ضاعف من فاتورة المحروقات حيث أُجبر النظام على استجرار المحروقات مكررة وهو أعلى ثمناً وأصعب بضوء التعقيدات السياسية لوضعه.
وهذا الأمر جعل الحكومة الحالية بالنتيجة أشبه بحكومة تسير الأعمال بانتظار الانتخابات.يونس الكريمووفقاً لوزارة النفط السورية، فإن الاستهلاك اليومي هو 4.5 مليون ليتر من البنزين، بينما يصل حجم الدعم اليومي للمشتقات النفطية إلى 2.76 مليون دولار.يونس الكريم: خبير وباحث اقتصادي طوابير إلى ما لا نهاية في سوريا