اخبار العالم

“داعش خراسان” الرقم الصّعب في المعادلة الأفغانية.. خصم طالبان اللدود وكابوس واشنطن بكابل تعرّف عليه

تصدّر تنظيم داعش المشهد في أفغانستان خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، حيث عاد التركيز عليه بعد تحذيراتٍ أطلقتها أجهزة استخباراتٍ أجنبية من أنّ التنظيم يخطط لشنّ هجماتٍ عنيفة في العاصمة كابل، إلا أنّ المحظور وقع أمس بعد تبني تنظيم “داعش خراسان” التفجيرين الذين ضربا محيط مطار كابل، وخلّفا العشرات من القتلى والجرحى بينهم جنودٌ أمريكيون.

أثارت تفجيرات كابل أمس، مخاوف دوليةً من فرع تنظيم داعش في أفغانستان أو ما يعرف بـ “داعش خراسان” والذي يعدُّ الخصم اللدود لـ “حركة طالبان” التي باتت تسيطر على مفاصل الحكم في أفغانستان.

وبالتزامن تتحدث تقارير استخباراتية عن هجومٍ إرهابي وشيك في مطار كابول، على غرار الهجومين أمس، في حين تحذّر عدّة دولٍ غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا من تجنّب السفر ومغادرة البلاد بأسرع وقتٍ ممكن.

وفي الأثناء، أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أمس تحذيراتٍ عالية المستوى من احتمالية لجوء “داعش خراسان” إلى تنفيذ هجماتٍ انتقامية ضدّ أفراد الجيش الأمريكي وكذلك الطائرات المساهمة في إتمام عمليات الإجلاء.

وعقب التفجيرين، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنّه لن يسمح لداعش بالتمدد في البلاد، مهدداً إياه بالرد بالشكل المناسب وذلك بعد أن عقدت إدارته اجتماعاً استثنائياً لبحث التطورات في أفغانستان.

اقرأ أيضاً : داعش ينشر أول صورة للانتحاري الذي فجّر مطار كابل.. طالبان تحصي خسائرها وبايدن يتوعّد

داعش خراسان النشأة والتأسيس

يعود تاريخ نشأة وتأسيس هذا الفرع من تنظيم القاعدة في أفغانستان إلى العام 2015، أما اللاحقة “خراسان” فقد جاءت نسبةً لاسمٍ قديم كان يطلق على “آسيا الوسطى” والتي تضمّ أفغانستان حالياً.

ووفق صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، فقد ارتكب التنظيم جرائم دموية في أفغانستان، حيث أقدم العام الفائت على ذبح 16 شخصاً من بينهم رضيعان حديثي الولاة في إحدى مستشفيات العاصمة كابل فقط لأنها تُدار من قبل جمعية “أطباء بلا حدود”.

وأتبع ذاك الهجوم بآخر مشابه على جامعة كابل في العام نفسه مما أدى إلى مقتل 22 طالباً، ولاحقاً استهدف مدرسةً للبنات في العاصمة الأفغانية بسياراتٍ مفخخة ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى.

تُعرف الجماعة التي تمثل كابوسًا لأمريكا وحلفائها في كابول باسم “داعش كي”- الكي تعني الخراسان- وهي منطقة حول الحدود الأفغانية الباكستانية.

وتمّ تأسيس هذا التنظيم قبل 6 أعوام في إقليم “ننجرهار” شرقي أفغانستان، على يد الباكستاني حافظ سعيد خان، الذي تعهد بالولاء لزعيم داعش السابق أبوبكر البغدادي السابق في 2014.

ويعرف التنظيم اختصاراً باسم “داعش _ K”، ويعدّ وفقاً لما أعلنه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مسؤولاً عمّا يقرب من 100 هجوم ضد المدنيين في كل من أفغانستان وباكستان، فضلاً عن قرابة 250 اشتباكاً مع قوات الأمن الأمريكية والأفغانية والباكستانية منذ يناير 2017.

ويرجّح خبراء أنّ يكون جهاديون مخضرمين من سوريا وغيرها العمود الفقري لفرع التنظيم في أفغانستان بعد أن فقد مكانه وقوته منذ عام 2018 في سوريا، إلا أنّه لا يزال يشكّل خطراً في شرق أفغانستان.

2018، لكنه لا يزال حاضرًا في شرق أفغانستان، وشكّل خلايا في كابول، وفق السي إن إن.

وبحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، يُعتقد أن هناك ما بين 1500 و2200 مقاتلًا من “داعش كي” في أفغانستان، مُشيرًا إلى أن أغلب خلايا ذلك التنظيم تعمل بشكل صامت، لا سيّما وأنها لم تدخل في مساومة مع طالبان.

ويعود جذور العداء بين “داعش كي” و”حركة طالبان” إلى العام 2017، والذي شهد معارك دامية بين الخصمين اللدودين عندما ضبط الأول 3 تجار مخدرات يبيعون الأفيون لجمع الأموال للثاني.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أنّه وبعد استيلاء حركة طالبان على مفاصل الحكم في أفغانستان مؤخراً ، أعلن المتحدث باسم الحركة “ذبيح الله مجاهد” أنّ الحركة لا تمانع نشاط التنظيم في البلاد، لكن الأخير وجّه انتقاداتٍ للحركة على خلفية استلامها السلطة.

"داعش خراسان" الرقم الصّعب في المعادلة الأفغانية.. خصم طالبان اللدود وكابوس واشنطن بكابل تعرّف عليه
“داعش خراسان” الرقم الصّعب في المعادلة الأفغانية.. خصم طالبان اللدود وكابوس واشنطن بكابل تعرّف عليه

اقرأ أيضاً : مذيع أمريكي شهير يدعو لمحو مدينة أفغانية مقابل كل أمريكي قُتل والأمم المتحدة تكشف أعداد النازحين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى