بعد سنوات من القطيعة والتنافس الإقليمي، بدأت خطوات التقارب بين تركيا والإمارات معلنةً توجهاً جديداً لكلا البلدين وطي صفحة الماضي، وهو ما سينعكس على العديد من الملفات والقضايا.
وبحسب التقارير والمعلومات المتطابقة فإن التقارب بين تركيا والإمارات بدأ من الجانب الاقتصادي وهو الأهم متجاوزين الملفات الخلافية، وجرت اتصالات ولقاءات رفيعة بين مسؤولي البلدين أبرزها اتصال الشيخ محمد بن زايد، نائب رئيس دولة الأمارات، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل نحو أسبوع، ثم زيارة طحنون بن زايد ولقاء مسؤولين أتراك.
وللحديث عن أبعاد هذه اللقاءات ومستوى التقارب بين تركيا والإمارات وما دفع إلى ذلك وما سينتج عنه، التقت "وكالة ستيب الإخبارية"، ابراهيم مطر خبير العلاقات الدولية، والأكاديمي والباحث السياسي التركي مهند أوغلو.
[caption id="attachment_400331" align="aligncenter" width="1080"]

التقارب بين تركيا والإمارات[/caption]
التقارب بين تركيا والإمارات
بدأ جبل الجليد بين تركيا والإمارات بالذوبان من خلال لقاءات واتصالات على مستوى قيادة البلدين، وبحث مسائل اقتصادية قد تعتبر منفذاً للولوج بالقضايا السياسية.
يقول ابراهيم مطر خبير العلاقات الدولية: إن استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني وبعد ذلك خطابه الإيجابي عن آفاق العلاقات مع الإمارات ويعقبه تصريح المستشار الدكتور أنور قرقاش، هي مستجدات تقع ضمن سياق توافقي إقليمي عام بدأ مع المصالحة الخليجية لتبريد الخلافات وتجاوز التوترات في المنطقة، والتقارب بين تركيا والإمارات سبقه حوارات مصرية تركية وأيضاَ حوارات سعودية تركية، ولكن الدبلوماسية الإماراتية تتخذ قراراتها وتمهد الطريق لغيرها.
ويؤكد "مطر" أن التقارب بين تركيا والإمارات قائم على أرضية اقتصادية استثمارية وتجارية، فبالرغم من الفتور السياسي الذي شاب العلاقات بين أبو ظبي وأنقرة إلا أن العلاقات الاقتصادية لم تتأثر على الإطلاق.
ويضيف: العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا مبنية على المصلحة المشتركة، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 8 مليار دولار عام 2020 والإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري عربي لتركيا، فيما بلغ حجم استثمارات بين البلدين مؤخراً 5 مليار دولار.
وأشار إلى أن الهدف البعيد للاتصالات بين أبو ظبي وتركيا لتحسين العلاقات الاقتصادية بالمقام الأول ومحاوله تركيا دخول منتدى غاز شرق المتوسط الذي تترأسه مصر.
عودة تركيا للشراكة العربية مرهونة بشروط
وحول الموقف التركي الجديد من البلدان العربية ومحاولة التصالح مع عدة بلدان أبرزها الإمارات ومصر والسعودية، والسبب الحقيقي خلف الموقف التركي الجديد.
يقول إبراهيم مطر: اتخاذ تركيا لمجموعة من القرارات أبرزها التصالح مع مصر ووقف تحريضها ضد النظام المصري، وكذلك مراجعة أنقرة لمواقفها التحريضية ضد السعودية، والأهم أن التوافق الإماراتي التركي تسارع بعد أن تخلت تركيا عن دعمها السياسي والإعلامي والتنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ويضيف: هذا التراجع والمراجعة التركية هي التي مهدت الطريق لزيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وهي التي تمهد أيضاً الطريق للقاء مهم بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس أردوغان لتتويج التفاهمات بين أبو ظبي وأنقرة.
ويرى خبير العلاقات الدولية، أن التقارب بين تركيا والإمارات هي مصالحة اقتصادية بالمقام الأول مبنية علي تفاهم سياسي وخضوع أنقره لسياسة احترام عدم التدخل في شئون داخلية تخص الدول العربية.
ويوضّح "مطر" بأن
net/2021/08/31/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D9%85-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B5%D9%88%D9%85/">العملية التفاوضية بين الإمارات وتركيا، بدعم من مصر والسعودية، مرهونة بعدد من التغيرات في الموقف التركي.
التقارب بين تركيا والإمارات[/caption]
حاورهم: جهاد عبد الله