منوع

الكواكب السبعة في حضارة الفراعنة وتأثيرها على الصفات الشخصية وعلاقتها بالشاكرات

 

تبدو حضارة الفراعنة القديمة ظاهرياً كأي ثقافة قديمة أخرى، مجموعة من المعتقدات التي تزخر بالخرافات والأساطير والسحر، والآلهة وأنصاف الآلهة والشياطين، لكن في الوقت نفسه، بالرغم من تعدد الآلهة وبروز واضح لطقوس الخصوبة في ممارساتها الشعائرية إلا أن القاعدة الأساسية لثقافة تلك الحضارة لم تكن سوى علوم فلكية بامتياز تم الترميز لها عبر تسمية الآلهة وربطها مع الإنسان وفق آلية معينة.

 

الشاكرات لدى الفراعنة

 

صاغ الفراعنة سبعة أقسام للصفات الشخصية والروحية لدى الإنسان بطريقة تتوافق تماماً مع “الشاكرات” الرئيسية في تعاليم اليوغا، وهذا التقسيم يناسب منظومة الإيقاع الفلكي وطريقة تأثير القوى الكونية (الكواكب) على دوامات الطاقة الرئيسية في الجسم (الشاكرات)، وذلك وفق معادلة العلاقة المتبادلة بين أداء الشاكرات وحالة الوعي.

 

وتحدث الفراعنة عن تأثير الوعي على الجسم عبر الشاكرات، وهذا المفهوم بالذات هو المُتبع خلال ممارسة الطب اليوغي، حيث كل حواسنا، مشاعرنا، وإدراكاتنا.. كل مظاهر حالة الصحوة لدينا، يمكن تقسيمها إلى سبعة فئات مختلفة، وكل من هذه الفئات مرتبطة بأحد المراكز الرئيسية لتوزيع الطاقة الحيوية في الجسم، أي “الشاكرات”.

 

 وهكذا فـ”الشاكرات” لا تمثّل عناصر تابعة للجسد المادي فحسب، بل عناصر تابعة للوعي أيضاً، وهي في الحقيقة تعمل كمحوّلات توصيلية بين هذين المستويين، عندما تشعر بتوتّر في الوعي لديك، سوف يحصل إجهاد في “الشاكرا” المرتبطة بذلك القسم المتوتر من الوعي، وهذا بالتالي يُحدث إجهاد في القسم من الجسم المرتبط بتلك “الشاكرا” تحديداً.

 

لكن يبدو أن الفراعنة المصريين ذهبوا أبعد من ذلك، حيث لم يكتفوا بتحديد جانب الوعي المرتبط بشاكرا معيّنة، بل جانب الشخصية أيضاً، وكذلك الملكة العقلية وأشكال الطاقة، وغيرها، وفيما يلي التوافقات بين الشاكرات ومقومات الروح المصرية:

مقومات الروح والشاكرات التي تتوافق معها

 

1ـ شاكرا التاج (ساهاسرارا Sahasrara)، ومكانها أعلى الرأس،  ويرمز لها باللون البنفسجي، تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي يحكمها الإله “أوزيريس” As-ar المقام [1] في شجرة الحياة لدى الفراعنة، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

2ـ شاكرا الجبين (أجنا Ajna)، ومكانها الجبين وسط فوق الحاجبين، ويرمز لها باللون الليلكي، تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي يحكمها الإله “تيهوتي” Tehuti (المقام [2] في شجرة الحياة)، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

3ـ شاكرا الحنجرة (فيشودها Vishuddha)، مكانها الحلق، ويرمز لها باللون الأزرق، تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي يحكمها الإله “سيكر” Seker (المقام [3] في شجرة الحياة)، وهي مسؤولة عن حسن النطق والود والفصاحة والخطابة، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

4ـ شاكرا القلب (أناهاتا Anahata)، مكانها وسط الصدر، ورمزها اللون الأخضر، تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي تحكمها الإلهة “ماعت” Maat (المقام [4])، “هيرو بيهوتيت” (المقام [5])، و”حورس” Heru (المقام [6])، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

5ـ شاكرا الضفيرة الشمسية (مانيبورا Manipura)، مكانها السرة، ورمزها اللون الأصفر،  تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية والعاطفية التي تحكمها الإلهة “هيث هيرو” Het-Heru (المقام [7]) “سيبك” Sebek (المقام [8])، و”إيزيس” Aset (المقام [9])، من شجرة الحياة عند الفراعنة، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

6ـ شاكرا أسفل السرة (سوادهيسثانا Swadhisthana)،  ولونها البرتقالي، تتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي يحكمها الجانب “الدنيوي” (الانفعالات الغريزية والإدراكات الحسيّة، الشهوانية، المحفّزات العصبية الحركية والحسيّة، وصحة الإنسان) من الإله “غيب” Geb (المقام [10] في شجرة الحياة)، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

 

7ـ شاكرا الجذر (مولادهارا Muladhara)، ولونها أحمر، وتتناغم مع جوانب الروح والملكات الذهنية التي يحكمها الجانب “المادي” (الجسد المادي،غريزة البقاء، نافذة الروح إلى العالم) من الإله “غيب” Geb (المقام [10] في شجرة الحياة)، وبالتالي، إذا كانت هذه الملكات والجوانب من الروح سليمة، سوف يكون أداء الشاكرا سليم.

وكان للفلك في التعاليم الدينية المصرية تأثير كبير على تهذيب روح الفرد (عبر لاهوت أوزيريس)، وكذلك (عبر لاهوت رع) بحسب إيمانهم.

 

أما لاهوت “أوزيريس” فهو يمثّل مجموعة من الشعائر التي تمتد على طول السنة الواحدة (دورة شمسية كاملة)، كل فترة من هذه السنة تمثّل جانب معيّن من الروح، وهو يخضع لسيطرة (قوى الكواكب)، أما لاهوت “رع”، فيمثّل القاعدة الأساسية للاحتفالات القمرية الاثنا عشر في السنة الواحدة، وتهتم بتطوير الملكات الروحية.

اقرأ أيضاً:

الفلك والأحجار الكريمة.. تعرف على الحجر الذي يتوافق معك

وبحسب معتقداتهم، تُظهر “الروح” أربع أشكال من الطاقة، والتي تم تفسيرها عبر الرموز: الهواء، الماء، النار، والتراب، وجميعها مُشفّرة في رموز الأبراج الفلكية، كل من أشكال الطاقة هذه تتجلّى بالتناوب على مدى دورة قمرية كاملة (شهر قمري). كلا النظامين اللاهوتيين متداخلان ومتكافلان، (أوزيريس) يسيطر على (رع)، لكن مع ذلك، فهو لا يستطيع إنجاز أي شيء من دونه في العالم المادي، بحسب معتقداتهم.

 

فكانت عقيدتهم قائمة على أن مكوّنات روح الإنسان تتكون من مجموعة مقوّمات مختلفة، وكل منها تمثّل جانب مختلف من الوعي، شكل خاص من الطاقة، وملكة عقلية قائمة بذاتها، وحتى شخصية مختلفة، كل من هذه المقوّمات، والتي هي أشكال طاقية مختلفة، تخضع لمبدأ خاص يتناغم مع أحد القوى الكونية التي تتناوب دورياً على الأرض، وهذا التناوب الدوري يُحدد من خلال مواقع الشمس والقمر.

 

الكواكب السبعة والصفات

 

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “زحل” Saturn:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “زحل”، يشمل هذا الجانب من الوعي الشعور بالواجب، وكيفية تنفيذ المهام والواجبات في الحياة، وكذلك القيود الأخلاقية التي تحدّ من الشرود عن الدرب أو الطيش، كما يمثّل الجانب الجدّي من الشخصية والحسّ بالواجب وكيفية تحمّل المسؤولية ومدى القدرة على إصدار حكم صحيح.

 

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “المشتري” Jupiter:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “المشتري”. يشمل هذا الجانب من الوعي السلطة وحالة الأنا عند الفرد، ودرجة الثقة بالنفس وقوة الشخصية، والقدرة على التحكم بالظروف المحيطة، كما يمثّل النجاح المادي والوفرة والسعادة.

 

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “المريخ” Mars:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “المريخ”. يشمل هذا الجانب من الوعي الشجاعة والثبات والقوة وضبط النفس في المخاطر والصعاب، كما يمثّل الإقدام وروح الدفاع والجلد.

اقرأ أيضاً:

الخواص العلاجية في الأحجار الكريمة وأسرار الزمرد و7 أنواع أخرى

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “أبولو” Apollo:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “أبولو”، نُسبت هذه القوة الكونية إلى “الشمس” لكن ليس لأنها تصدر منها بل لأنها تمثّل “الإشراق” في الشخصية. يشمل هذا الجانب من الوعي الإبداع في التعبير عن الذات والميول الفنيّة والقدرة على تذوق الجمال، كما يكشف عن القدرة على الإنجاز في الحياة خاصة في الفنون، ويمثّل أيضاً الألفة الاجتماعية والميل إلى المسرّات.

 

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “الزهرة” Venus:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “الزهرة”، هذا الجانب من الوعي هو موجّه الطاقة الأساسية للفرد ويحدّد طريقة توزيع هذه الطاقة، ونسب القدماء هذه القوة إلى الآلهة “فينوس” Venus التي ترمز للحب والجمال والملذات الدنيوية، في معتقداتهم، هذا الجانب من الوعي يحدد درجة الحيوية وقوة الإقبال على الحياة وكذلك القدرة على الحب.

 

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “عطارد” Mercury:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “عطارد”. يشمل هذا الجانب من الوعي القدرة على التفكير والاستيعاب وسرعة البديهة والاتصال بالمحيط والميل إلى التفكير العملي والبلاغة وفصاحة اللسان.

اقرأ أيضاً:

أغلى الأنواع على الإطلاق “الماس الأزرق”.. تحويل الموتى لألماس لتخليد ذكراهم – فيديو

جانب الوعي الذي تحكمه قوة “ديانا” Diana:

 

هو الجانب الذي ينشط بتأثير من طاقة القمر المصبوغة بقوة “ديانا”، نُسبت هذه القوة الكونية إلى “القمر” لكن ليس لأنها تصدر منه بل لأنها تمثّل “المزاجية” في الشخصية، ويشمل هذا الجانب من الوعي درجة البديهة والقدرة على الحلم والخيال والإبداع وكيفية ترجمتها إلى الواقع الملموس، وسمى القدماء هذه المنطقة بعد الآلهة ديانا، التي حكمت الطبيعة والخصوبة، في معتقداتهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى