أخبار العالم العربي

عائلتان هنديتان تتناحران على ثروة هائلة في السعودية تتجاوز قيمتها مليار دولار.. والرياض تلجأ إلى نيودلهي

كشفت صحيفة “سبق” السعودية، في تقريرٍ نشرته اليوم الجمعة، عن واحدة من أغرب قضايا النزاع حدثت في المملكة بسبب الميراث، حيث تناحرت عائلتين هنديتين على ملكية دار ضيافة بناها تاجر هندي بالقرب من الحرم المكي قبل قرن تقريباً، قدرت قيمتها حالياً بأكثر من مليار دولار، ودفعت الرياض إلى اللجوء لعاصمة الهندية نيودلهي للمساعدة في حلها.

– واحدة من أغرب القضايا في السعودية

وفي تفاصيل الخبر، قالت الصحيفة في تقريرها: “إن القصة بدأت قبل نحو قرن ونصف القرن من الزمان، وتحديداً في سبعينات القرن التاسع عشر الميلادي حط تاجر التوابل الهندي، مايانكوتي كي، الرحال في مكة لأداء فريضة الحج”.

وأضافت: “أنه أثناء إقامته قرر بناء بيت ضيافة في العاصمة المقدسة بالقرب من الحرم المكي، لاستقبال أبناء جلدته وضيافتهم أثناء أداء الفريضة، إلا أن تلك الدار تحولت إلى مصدر للنزاع والتناحر فيما بعد بين عائلته وعائلة زوجته، خاصةً وأن قيمتها تقدر بحوالي مليار دولار”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصير التاجر الهندي كان مجهول، فلا أحد يعرف تحديداً ما حدث للتاجر الهندي المسلم الذي قدم من ولاية كيرلا، والذي كان يدير أسطول سفنه من ساحل مالابار، إذ إنه من غير المعلوم هل أقام في مكة ومات هناك؟ أم مات في ولاية كيرلا مسقط رأسه؟ إلا أن دار الضيافة بقيت نحو 50 عاماً تستقبل الحجاج من كيرلا.

– بداية الخلاف

أما بالنسبة لبداية الخلاف، فقالت الصحيفة السعودية: “إنه في أواخر خمسينات القرن العشرين أرادت الحكومة السعودية هدم دار الضيافة المملوكة للتاجر الهندي، وذلك في إطار عمليات التوسعة للحرم المكي، والمنطقة المحيطة بالكعبة المشرفة”.

وأوضحت الصحيفة، أنه في ذلك الوقت قدرت المملكة قيمة الاستراحة بنحو 100 مليون دولار كتعويض عن هدمها، إلا أن المشكلة الكبيرة التي واجهت المملكة، هي تحديد المستحق لتلك الأموال إثر خلاف لاح بين العائلتين الهنديتين حول أحقية كل منهما بالمبلغ الهائل.

فقد أصرت عائلة التاجر الهندي على أنه لم يرزق بأطفال، في حين تجادل عائلة الزوجة بأن المتوفي ترك ابناً وابنة، وبالتالي فهم من يستحق قيمة التعويض، ونقطة الخلاف هنا يرجع سببها إلى النظام الأمومي الذي تتبعه ولاية كيرلا، حيث تنتقل الملكية من خلال الأم والأقارب الإناث.

اقرأ أيضاً : بالفيديو|| بظاهرة غير مألوفة.. الأفاعي والعقارب تهاجم أحد الأحياء بالسعودية وتتسب بحالة هلع بين الأهالي

– ادعاءات متضاربة

مما زاد المشكلة تعقيداً أن كلتا العائلتين بدأت بتقديم ادعاءات متضاربة، مما دفع بالحكومة السعودية إلى اللجوء لنيودلهي للمساعدة في فك طلاسم القضية، والعثور على الوريث الشرعي، لكن كانت الحكومات الهندية المتعاقبة تجد صعوبة بالغة هي الأخرى في تحديد الوريث، فقد أرسلت الحكومة لولاية كيرلا، وشكلت اللجان للحصول على أدلة، ومع ذلك، لم يظهر وريث لا جدال عليه، حسب تقرير الصحيفة.

وقالت الصحيفة: “إنه في عام 2014، حاول رئيس الوزراء الحالي، ناريندا مودي، معرفة الوريث الحقيقي، وحل الإشكالية التي طال عليها الأمد، وتقديم المبلغ المالي الذي أصبحت قيمته الآن نحو مليار دولار لصاحب الحق، إلا أنه اصطدم بسلسلة من الادعاءات من كلتا العائلتين، فظل الوضع على ما هو عليه”.

وأخيراً، نقلت الصحيفة السعودية، عن موقع “الأسبوع في آسيا”، قوله: “إن أحد الرجال الحكماء، وهو عضو في مجلس الوقف المحلي، وكان وثيق الصلة بالقضية لكونه كان مراقباً محايداً للنزاع، بأن تترك الأموال تحت تصرف الأوقاف السعودية، لاستخدامها في الأعمال الخيرية في المملكة، إذ لفت إلى أن استخدام الأموال بهذه الطريقة سيكون شرفاً للمسلمين الهنود”، على حد تعبيره.

عائلتان هنديتان تتناحران على ثروة هائلة في السعودية تتجاوز قيمتها مليار دولار.. والرياض تلجأ إلى نيودلهي
عائلتان هنديتان تتناحران على ثروة هائلة في السعودية تتجاوز قيمتها مليار دولار.. والرياض تلجأ إلى نيودلهي

اقرأ أيضاً : الغضب يشعل المنصات بسبب لعبة تهين القرآن الكريم وتحتوي تحديثات تستفز المسلمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى