¶ ما هو التضخم الاقتصادي

التضخم الاقتصادي هو زيادة واسعة النطاق في أسعار معظم السلع والخدمات الشائعة أو تلك التي يستخدمها السكان بشكل يومي، مثل المسكن والطعام والملبس.

ويعكس مؤشر التضخم الارتفاع في تكلفة هذه المجموعة من السلع والخدمات خلال فترة معينة والتي قد تكون شهرية، ولكن المؤشر الأكثر شيوعاً في العادة هو ما يقيس التغير خلال عام كامل وليس شهر فقط.

ومن المهم أن نذكر هنا، أن كل سلطة داخل الدولة قد تستخدم سلع وخدمات مختلفة عن غيرها، بمعنى أن المنتجات التي يقيس البنك المركزي التغير فيها قد تختلف قليلاً عن سلة المنتجات التي تستخدمها الحكومة أو جهاز الإحصاءات في الدولة.

هذا ويعتبر معدا التضخم مؤشراً عن انخفاض القوة الشرائية للعملة داخل الاقتصاد، وهنا يتم تحديد قيمته بالنسبة المئوية، والتي تعكس كما ذكرنا معدل الزيادة في أسعار السلع والخدمات، أي في حال كانت النسبة سالبة هذا يعني انخفاض الأسعار ويسمى انكماشاً وليس تضخماً.

اقرأ أيضاً: ما هو الركود التضخمي.. كيف يحدث ولماذا يعد مشكلة معقدة؟!

¶ أهمية قياس التضخم الاقتصادي

تصف مدونة على موقع صندوق النقد الدولي، التضخم بأنه أحد أكثر الكلمات شيوعاً في علم الاقتصاد.

وتشير إلى أنه تسبب على مر التاريخ بغرق البلدان في فترات طويلة من الاضطرابات وعدم الاستقرار، وغالباً ما يكون هدفاً للمسؤولين، على سبيل المثال يطمح قادة البنوك المركزية لأن يكونوا دائماً الأبطال الذين كبحوا جماح التضخم، كما أن البعض الآخر يعتمده في الدعاية الانتخابية متوعداً بالسيطرة عليه في حال فوزه.

¶ ما هي آثار التضخم الاقتصادي!؟

من آثارها أن تزايد معدل التضخم يعني تناقص القوة الشرائية للعملة المحلية وهذا يؤثر إلى تكلفة المعيشة في بلدٍ ما، وعندما يكون التضخم مرتفعاً تزيد تكلفة المعيشة مما يؤدي في النهاية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

هنا يتطلب استمرار الحفاظ على مستوى معين من التضخم؛ وذلك لضمان تعزيز الانفاق ومنع الناس من الإفراط في ادخار الأموال.

¶ أسباب التضخم الاقتصادي

للتضخم أسباب عدة، بعضها طبيعي وبعضها الآخر قد يكون مفاجئاً وخارج عن الإدارة، ولعل من أبرز أسباب التضخم:

1- ارتفاع الطلب أو انخفاض الإنتاج، ما يؤدي لخلق فجوة في الأسواق ينجم عنها ارتفاع الأسعار.

2- ارتفاع المعروض النقدي أو حجم الأموال المتداولة بين الناس، وهذا يدفعهم لإنفاق المزيد.

3- الزيادة في تكلفة إنتاج بعض السلع يؤدي لارتفاع سعر المنتج النهائي.

4- رفع المنتجون الأسعار لتغطية الزيادة المتوقعة من أجور العمال الراغبين في مواجهة تزايد تكلفة المعيشة، وهذا يفاقم معدل التضخم.

5- الكوارث الطبيعية قد تسبب أيضاً التضخم.

6- ارتفاع أسعار المنتجات العالمية، مثل النفط والغذاء.

7- التوقعات تلعب دوراً رئيسياً وكبيراً في تحديد التضخم، مثلاً إذا توقع الناس أو الشركات أسعاراً أعلى فإنهم بذلك يبنون على هذه التوقعات خلال عقود الإيجار أو مفاوضات الأجور، وبالتالي يسبب التضخم.

¶ كيف يمكن معالجة التضخم!؟

الأمر يتوقف هنا على سبب التضخم في الأساس، يعني إذا كان الاقتصاد يعاني من نشاط محموم فيمكن للبنوك المركزية، تنفيذ ما يعرف بالسياسات الانكماشية التي من شأنها كبح جماح الطلب الكلي، وعادة يتم ذلك عن طريق رفع أسعار الفائدة.

في بعض البلدان، تربط البنوك المركزية عملاتها المحلية بأخرى وبالتالي ترتبط بسياساتها النقدية (مثل دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي وتتأثر سياساتها النقدية بسياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي).

في بعض الحالات، قد تحدد الحكومة الأسعار بشكل مباشر، عندما تبدو الأمور في طريقها للخروج عن السيطرة بما لا يطيقه المواطن، وعادة ما تؤدي إجراءات تحديد الأسعار هذه إلى تراكم الالتزامات المالية على الحكومة.

يعتمد محافظو البنوك المركزية بشكل متزايد على قدرتهم على التأثير في توقعات التضخم كأداة لخفض التضخم. كلما زادت مصداقية البنوك المركزية، زاد تأثير تصريحاتها على توقعات التضخم.