تفاصيل مجزرة منطقة جبلة في العراق بين الإرهاب والجنائية تهز أركان الدولة
شهد العراق قبل أيام، مجزرة دموية، راح ضحيتها أكثر من شخصاً بينهم ما يزيد عن 12 طفلاً في منطقة جبلة في محافظة بابل وسط العراق.
مجزرة منطقة جبلة
وكانت ذكرت وسائل إعلام عراقية بأن القوات الأمنية العراقية داهمت منزلاً ريفياً في منطقة جبلة في محافظة بابل بعد ورود معلومات عن وجود مطلوب.
وتضاربت الروايات حول الحادثة بين اتهام القوات الأمنية بإطلاق النار بدون ذريعة وبين مداهمة مطلوب مخدرات وأخرى تحدثت عن صراع عشائري.
ونقلت العربية نت عن مسؤول أمني في بغداد، أن التحقيقات الأولية التي يشرف عليها حالياً وزير الداخلية عثمان الغانمي، ووكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق أحمد أبو رغيف، أظهرت تورط القوة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بالوقوف وراء سقوط ضحايا.
كما أشار إلى أن بعض الضباط ضللوا وسائل إعلام بزعمهم أن رجلاً واجه القوات الأمنية بالسلاح وأصاب عدداً منهم، ثم قتل أفراد أسرته وبعدها انتحر!
وأكد المسؤول استخدام أسلحة متوسطة وقذائف، فضلاً عن قنابل يدوية بالهجوم على المنزل المأهول بالسكان، ما أدى إلى مقتل من فيه.
شقيق القتيل وعائلته يروي التفاصيل
بدوره شقيق رحيم كاظم الغريري، رب الأسرة التي قضت، حاتم الغريري، تحدث عن تفاصيل ما حدث، مؤكداً أن شقيقه فلاح بسيط جداً ولديه عائلة كبيرة.
كما اتهم شقيق زوجة أخيه بتدبير القصة كاملة، قائلاً: “إنه اتهم أخاه بالإرهاب إثر خلافات عائلية”. وقال: “اتصل بي أخي قبل عشر دقائق من قتله مستنجداً، ومؤكداً عبر الهاتف أن قوة كبيرة مدججة بالأسلحة تطلق عليه وعلى عائلته النار وقد قُتل أربعة منهم”.
إلى ذلك، لفت إلى أن أخاه أخبره بأن الأمن ألقى قنابل يدوية من النوافذ ومن سقف المنزل المبني بطريقة بدائية لفقر الحال.
وتساءل: “لماذا لم يتم اعتبار أفراد العائلة رهائن والتعامل معهم على أنهم أبرياء إذا كانت الرواية الحكومية تتحدث عن مذكرة قبض ضد شخص مطلوب قاوم قوة أمنية.. ولماذا لم يتم تخليص النساء والأطفال؟!”.
من جانبه، قال الشيخ محمد أكرم الغريري، وهو ابن شيخ عشيرة الغريري، إن خلافات عائلية بين رحيم وزوجته، أدت إلى تدخل شقيق زوجته الضابط في أحد الأجهزة الأمنية، مستخدماً نفوذه بما أدى إلى وقوع تلك المجزرة.
كما أضاف أن الضابط المذكور هدد القتيل قبل حوالي 10 أيام، ثم داهمت مجموعة مسلحة ترتدي الزي المدني منزل رحيم، مطالبة بتسليم نفسه، إلا أن الرعب دب في الأخير، فأطلق رصاصة أو اثنتين في الهواء محاولاً إبعاد العناصر، إلا أنهم ذهبوا برهة، ثم عادوا ومعهم قوة أمنية كبيرة.
اقرأ أيضاً : بالفيديو|| من قتل ضحايا مجزرة بابل.. جريمة مروعة تثير السخط في العراق ومحافظ بابل يكشف تفاصيل جديدة
إجراءات حكومية
من جهتها كانت وزارة الداخلية قد أعلنت يوم الجمعة إقالة قائد شرطة محافظة بابل، فيما أوقفت القوات الأمنية عدداً “من الضباط” على خلفية المجزرة التي انتهت بمصرع 20 شخصاً من عائلة واحدة.
فيما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن السلطات الأمنية المحلية في بابل قولها في بيان، إن “قوة أمنية من قوات سوات وبموافقات قضائية حاصرت المنزل الذي امتنع صاحبه عن تسليم نفسه، وبعد تمكن القوة الأمنية من دخول المنزل وجدت أن جميع أفراد عائلته والبالغ عددهم 20 مدنياً قد استشهدوا وهم داخل المنزل”.
لكن ملابسات ما حصل بالفعل لم تتضح رسمياً بعد، إلا أن وزير الداخلية عثمان الغانمي الذي تفقد مكان الواقعة قبل أيام قرر “إقالة قائد شرطة محافظة بابل على خلفية الحادث”.