“الإرث الثمين”.. ماذا يجري داخل آخر معاقل أوكرانيا في ماريوبول..صور من الفضاء تكشف المستور؟

بعد أيام من توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته لعدم اقتحام مصنع “آزوفستال” للصلب آخر معاقل القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول الأوكرانية والاكتفاء بحصاره وعزله عن العالم الخارجي، ظهرت صور أقمار صناعية جديدة لتحكي بعض ما يدور داخل هذا المصنع.

ماذا يجري داخل آخر معاقل القوات الأوكرانية في ماريوبول؟

أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية أن النيران الروسية تتكثف على مصنع “آزوفستال” للصلب، بحسب “أسوشيتد برس”.

وبحسب التقرير الأمريكي، تظهر الصور التي التقطتها شركة “بلانيت لابس”، أن الهجمات المركزة قد ألحقت أضراراً كبيرة بمنشأة مركزية في المصنع المذكور.

وأمس الأربعاء، قال مساعد رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية بترو أندريوشتشينكو، إن القوات الروسية هاجمت، مصنعاً ضخماً للصلب يتحصن فيه مقاتلون وبعض المدنيين في المدينة الجنوبية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية سيطرة القوات الروسية على عدة قرى في الشرق.

وذكر المساعد أنه لم يتم التوصل إلى اتفاقات بشأن محاولة إجلاء المدنيين من ماريوبول.

ويؤكد مسؤولون محليون في ماريوبول أن المصنع يؤوي مئات المدنيين، وسلطات كييف تربط مصير هؤلاء جميعاً بمصير المفاوضات مع روسيا، وتعرض على موسكو إطلاق سراح “جميع الأسرى” مقابل خروجهم.

ويتشبث المقاتلون الأوكرانيون بآخر معاقلهم في ماريوبول، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصر في أكبر معارك الحرب إذ قال، الخميس الماضي، إن المدينة الساحلية “تحررت” بعد أسابيع من القصف المستمر.

وأمر بوتين قواته بمحاصرة المصنع الذي يتحصن به أوكرانيون رفضوا إنذاراً سابقاً بالاستسلام أو الموت.

ما سرّ الاهتمام بمصنع ماريوبول؟

يعدّ مصنع “آزوفستال” للصلب، أساساً لنحو 40% من الصناعات الثقيلة في أوكرانيا، وتقدّر قيمة مبناه فقط بنحو 7.6 مليارات دولار، كما أنه يؤمن وظائف لنحو 12.5 ألف أوكراني، حسب وزارة الاقتصاد.

وعززت مكانة المصنع حقيقة أن مدينة ماريوبول، وكذلك منطقة دونيتسك وإقليم دونباس بوجه عام، من أغنى أراضي أوكرانيا بثروات الفحم والحديد، إضافة إلى موقع المدينة الإستراتيجي المطل على بحر آزوف، عبر ميناء ماريوبول الرئيسي.

كما تقع ضمن ملكية المصنع شبكات نقل خاصة به، تضم قطارات وخطوط سكك حديد، تربطه بمعظم أرجاء البلاد وموانئها الرئيسة الأخرى على البحر الأسود.

كذلك، يعدّ المصنع الأكبر من نوعه في القارة الأوروبية، وواحداً من أكبر وأبرز مصانع التعدين على مستوى العالم، إذ يصدّر منتجاته إلى نحو 70 دولة، وله فروع ومكاتب في 11 دولة، منها تركيا ولبنان وإيران والسودان.

وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن “أسقف المصنع وجدرانه السميكة استعصت على القوات الروسية، وحالت دون التأثير الكبير على القوات الأوكرانية المتحصنة بداخله، رغم قصفه بقنابل قادرة على اختراق التحصينات، وهذا ما يدفعها إلى اتباع سياسة حصاره”.

اقرأ أيضاً : بوتين يلغي فكرة اقتحام منطقة مصنع آزوفستال ويطالب بإغلاقها “حتى لا تستطيع الذبابة المرور بها”