سفينة تنقيب إسرائيلية “تستفز” لبنان بحقل غاز متنازع عليه

بعد فترة من غياب الحديث عن الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية المتنازع عليها عادت إلى دائرة الضوء مجدداً مع وصول سفينة تنقيب إسرائيلية إلى حقل كاريش النفطي، ما وصفه لبنان بـ “الاستفزاز المتعمد” من قبل إسرائيل.

سفينة تنقيب إسرائيلية تستفز لبنان

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن سفينة واحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه تابعة لـENERGEAN POWER دخلت حقل كاريش وقطعت الخط 29 وأصبحت على بعد 5 كلم من الخط 23.

وأضافت أن “العمل على دعم تثبيت موقع سفينة “اينرجيان” في حقل كاريش قد بدأ، وتوازياً يتم العمل على إرساء سفينتين على متنها: الأولى خاصة بإطفاء الحرائق Boka Sherpa والثانية Aaron S McCal الخاصة بنقل الطواقم والعاملين”.

بينما لم يؤكد رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، تجاوز السفينة لخط 29 وما زال ينتظر تقرير قيادة الجيش حول مكان تمركز الباخرة اليونانية المكلّفة ببدء الحفر في حقل “كاريش”.

وطلب عون من قيادة الجيش تزويده المعطيات الدقيقة والرسمية ليبني قراره على الشيء مقتضاه، لافتاً إلى أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن أي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل “استفزازاً وعملاً عدائياً”.

بدوره، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ “ إسرائيل تحاول افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها”.

وحذر ميقاتي “من هذا المنطلق فإننا نحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الأمريكي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة. وندعو الأمم المتحدة وجميع المعنيين إلى تدارك الوضع وإلزام إسرائيل بوقف استفزازاتها”.

إحدى أوراق التفاوض

من جانبها، قالت خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوري هايتايان: “دقت ساعة الحقيقة وبعد 416 يوماً من عدم توقيع رئيس الجمهورية مرسوم تعديل المرسوم 6433، وبعد 34 يوماً على انطلاق المنصة العائمة ها نحن أمام الواقع المرير، وصلت إينرجيان باور إلى كاريش بعد شبك المنصة بالبنى التحتية ستحتاج إلى شهرين/ثلاثة أشهر لبدء الإنتاج ونكون خسرنا أكبر ورقة للتفاوض”.

وكان لبنان طلب من مجلس الأمن عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها، تجنّباً لخطوات قد تشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

ولا يزال الموقف اللبناني غير محدد ما بين الخطّ 23 المقابل لحقل قانا أو الخط 29 الذي ينطلق من رأس الناقورة، واعتباره أساساً للترسيم وقاعدة للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، بوساطة أمريكية.

مواضيع ذات صِلة : حزب الله “محور المقاومة والممانعة” لا يعارض ترسيم الحدود مع إسرائيل

وفي عام 2011 أقرت الحكومة اللبنانية المرسوم (6433) الذي حدد الخط 23 الواقع شمال الناقورة خطاً أولياً للحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية للبلاد، قبل أن يطالب الجيش اللبناني في كتاب عام 2019 بتعديل المرسوم المذكور واعتماد الخط 29 في عملية ترسيم الحدود البحرية لأنه يسمح للبنان بالاستفادة من كامل حقل قانا ونصف حقل كاريش، وينتظر المرسوم توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون ليُصبح نافذاً إلا أنه حتى الآن لم يقم بذلك.

شاهد أيضاً : بسرعة وشجاعة.. خادمة أفريقية تنقذ طفلة من موت محقق في انفجار بيروت