اخبار العالم

إسبانيا تتهم الجزائر بـ “الانحياز” لروسيا بعد إلغاء معاهدة الصداقة

اتهمت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو، الجزائر بـ”الانحياز” لروسيا، على خلفية قرار تعليق معاهدة الصداقة الثنائية مع بلادها الأسبوع الماضي، معتبرة أن القرار “لم يكن مفاجئاً”.

إسبانيا تتهم الجزائر

وقالت كالبينو في مقابلة مع راديو “كتالونيا”، إنها لاحظت تقارباً متزايداً بين الجزائر وروسيا في اجتماع صندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان الماضي.

إسبانيا تتهم الجزائر بـ "الانحياز" لروسيا بعد إلغاء معاهدة الصداقة
إسبانيا تتهم الجزائر بـ “الانحياز” لروسيا بعد إلغاء معاهدة الصداقة

وأضافت “رأيت في ذلك الوقت أن الجزائر أصبحت منحازة أكثر وأكثر لروسيا، لذلك فإن قرار تعليق المعاهدة لم يُفاجئني”.

وأعربت الوزيرة الإسبانية أمام الصحفيين في برشلونة عن أملها بأن “تعيد الجزائر النظر في موقفها والتصريحات التي أدلت بها”، وأكدت أن إمدادات الغاز “مستمرة بشكل طبيعي” وأبدت ثقتها في عدم حدوث انقطاع.

تحوّل بالموقف الإسباني

وجاء الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في أعقاب تغيير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية، وهي أرض يطالب بها المغرب ويدعم حكماً ذاتياً فيها تحت سيادته، بينما تدعم الجزائر حركة “البوليساريو” التي تسعى لاستقلالها.

وكانت الجزائر استدعت سفيرها لدى إسبانيا، في مارس/آذار الماضي، بعد أن عبرت مدريد في 18 من الشهر ذاته عن دعمها علناً محاولات المغرب للإبقاء على منطقة الصحراء الغربية تحت حكمه.

ويُنظر إلى التحوّل في الموقف الإسباني على أنه انتصار للمغرب، وأثار استياء الجزائر التي تدعم حركة “البوليساريو” في الصحراء الغربية والتي تمد إسبانيا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي.

إلغاء معاهدة الصداقة

وأمرت الجزائر الأربعاء الماضي، رابطة المصارف الجزائرية بوقف المدفوعات من إسبانيا وإليها، بعد ساعات قليلة من تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا سارية منذ 20 عاماً، الأمر الذي يؤثر على كل جوانب التجارة عدا إمدادات الغاز.

وإسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي العسكري، وكلاهما في طليعة المعارضة الدولية لغزو روسيا لأوكرانيا.

مواضيع ذات صِلة : إسبانيا تتوعد الجزائر رداً على إلغاء المعاهدة الثنائية

وكان الاتحاد الأوروبي رد على قرار الجزائر إلغاء معاهدة الصداقة وحسن الجوار وحظر التعاملات التجارية مع إسبانيا، بـ “الاستعداد للوقوف ضد أي نوع من الإجراءات القسرية التي تتخذ ضد أي دولة عضو بالتكتل”، غير أنه شدد على تفضيل الاتحاد “الحوار لحل الخلافات”.

وهددت الجزائر في نيسان/أبريل الماضي، بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن إسبانيا إذا أرسلت الأخيرة أي غاز جزائري إلى المملكة المغربية عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي، في تصعيد واضح للخلاف الدبلوماسي مع المغرب.

والجزائر لم تصدر حتى الآن أي بيان يخصّ الحرب الروسية على أوكرانيا، أو حتى الدعوة إلى التزام الحلول الدبلوماسية، لأسباب سياسية يرى مراقبون أنها قد تكون مرتبطة بطبيعة العلاقات التي تربط الجزائر بروسيا في مجال التعاون العسكري من جهة، ولطبيعة المواقف والعلاقات مع أوروبا من جهة أخرى.

وتعد روسيا بتسليح الجيش الجزائري، فضلاً عن اتخاذها موقفاً لمصلحة الجزائر بما يخص النزاع حول الصحراء بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.

وتتميز العلاقات الجزائرية الروسية بكونها متينة منذ استقلال الجزائر عام 1962، ففهي هذه السنة أعلن الاتحاد السوفييتي إقامة علاقات دبلوماسية مع الجزائر المستقلة، قبل أن تعترف الجزائر سنة 1991 بروسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لتتوالى الزيارات بين قادة البلدين منذ ذلك الحين، بينما المغرب محسوب على الحلف الغربي بقيادة الولايات المتحدة ما يزيد من حدة الخلافات بين الجارين المتخاصمين.

شاهد أيضاً : طير الأبابيل .. أنقذ الله تعالى به الكعبة ويظهر الآن فقط في الجزائر.. فهل هو حقيقة أم مجرد وأساطير

إسبانيا تتهم الجزائر بـ "الانحياز" لروسيا بعد إلغاء معاهدة الصداقة
إسبانيا تتهم الجزائر بـ “الانحياز” لروسيا بعد إلغاء معاهدة الصداقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى