الشأن السوري

بالفيديو|| “تهاجمه الشياطين ليلاً”.. طفل “سوري” داخل قفص تحت الأرض في طرابلس اللبنانية

“وحده داخل قفص تحت الأرض يخاف الشياطين التي تهاجمه ليلاً في سجنه المظلم بعد أن تركه والده فيها وحيداً دون ماء أو كهرباء”، بهذه الكلمات وثّق أحد الأهالي في مدينة طرابلس اللبنانية واقعة سجن طفل قال إنه “سوري الجنسية”، عُثِرَ عليه ليلاً داخل قفص تحت الأرض.

طفل مسجون داخل قفص في طرابلس اللبنانية

وأثار مقطع الفيديو المتداول بكثرة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في لبنان، اليوم الأربعاء، ضجةً كبيرة ما دفع بالسلطات اللبنانية إلى التحرك فوراً نحو المكان والتحقق منه.

ويظهر المقطع المتداول، طفلاً صغيراً قابعاً داخل قفص تحت الأرض في ظروفٍ قاسية وحالة نفسية صعبة.

https://twitter.com/Abbass78641575/status/1537006996297236481?t=qD8HwurkpHozJMm_jP_cDQ&s=19

بحسب ما يُسمع في الشريط المصور، فإن الطفل “سوري الجنسية. أمه وأخوته موجودون في سوريا، عدا والده عبدالمنعم هنداي، يعيش في طرابلس مع ابنه عبدالغفور بمستودع تحت جامع عمر الفاروق في منطقة الريجي في طرابلس، ويعمل في جمع النايلون والكرتون”.

وعليه، ناشد أهالي المنطقة الأجهزة الأمنية للتوجه إلى المكان فوراً لإنقاذ الطفل، فيما أكدت وسائل إعلام لبنانية أن القوى الأمنية داهمت المكان في وقت سابق من الثلاثاء، ولم تعثر على الطفل داخل القفص.

السلطات اللبنانية في طرابلس تتحرك

تعليقاً على الفيديو المتداول، قالت عضو مجلس بلديّة طرابلس ورئيسة اللجنة الاجتماعية وذوي الحاجات الخاصة في البلديّة رشا فايز سنكري، إنه “بعد مشاهدة الفيديو الذي يُظهر الطفل المسجون في القبّة تحرّكت انطلاقاً من موقع المسؤوليّة”.

https://twitter.com/Abbass78641575/status/1537006996297236481?t=V-r7JSd4mxTLkKzCTBoVKQ&s=19

وأوضحت أنها “اتصلت بالأجهزة المتخصصة فقامت القوى الأمنيّة صباح اليوم بدهم المكان الذي ورد ذكره في الفيديو من دون أن تعثر على الطفل ما يعتقد بأنّ والده قام بنقله من المكان الذي كان فيه إلى مكان آخر تتحرّى عنه القوى الأمنيّة ليُصار إلى إطلاق سراح الطفل وعرضه على طبيب نفسي للمعالجة”.

ووفق ما نقلته جريدة النهار اللبنانية عن سنكري، فإنه وبعد طلب بلدية طرابلس “تحرّكت الأجهزة المعنية كافة، قضائياً وأمنيّاً واجتماعيّاً، ولا سيما وزارات العدل والداخلية والشؤون الاجتماعية، إلى جانب النيابة العامة والجمعيّات التي تُعنى بالأحداث في لبنان والشمال”.

ورغم انتشار مقطع الفيديو الذي يظهر جنسية الطفل أنه سوري إلا أن بلدية طرابلس قالت إن “جنسيّة الطفل وهويّته لم تُعرفا حتى الساعة”، مشيرةً إلى أنّ “جلّ ما هو معروف أنّ أمه سورية وغير موجودة في لبنان”.

كما أضافت أنها ستتابع “الصحة النفسيّة للطفل بعد العثور عليه، خصوصاً أنّ كلامه الوارد في الفيديو يوضح أنّه يتعرّض لضغط نفسيّ كبير، ولهذا يقول إنّه يرى الشياطين”.

وشدّدت على أنّه “سيُصار إلى تحويل الولد إلى النيابة العامّة التي ستحوّله إلى محكمة الأحداث التي ستحوّله بدورها إلى إحدى جمعيات حماية الأحداث والطفولة التي سترعاه وتؤمن له العلاج النفسيّ”.

بدوره، دعا النائب أشرف ريفي “أجهزة الدولة القضائية والأمنية والإدارات المختصة للتحرك فوراً، للمحاسبة بقضية الطفل الذي وُجد مسجوناً في قبو تحت الأرض في القبة”.

كما دعا وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الأهلية “لتسلّم الطفل وإعادة تأهيله بعد المعاناة المروعة التي عاشها”.

دور وسائل الإعلام في التصدي للعنف ضد الأطفال

يتنزل الإعلام في الخط الأول في التصدي للعنف المسلط على الأطفال باعتبار دوره إثارة الاهتمام بالعنف ضد الأطفال بالسعي إلى تغطية القضية؛ فالصحافيون هم أعين وآذان المجتمع في توجيه نظرة الرأي إلى مختلف القضايا.

ويتمثل دورهم الأساسي في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، ودعوة الحكومات إلى سن القوانين والتشريعات والمجتمع المدني إلى أداء دوره ورفع الوعي المجتمعي وتغيير المواقف والسلوكيات من أجل القضاء على العنف ضد الأطفال.

صورة طفل سوري يقرأ كتاباً في حاوية القمامة تشعل القلوب وتثير التعاطف والكشف عن تفاصيل قصته

وتمكن النشطاء والصحافيون على مدى الأعوام الماضية من تحريك السلطات في مختلف أنحاء العالم لا سيما العربي وإجبارها على التصدي لمعنفي الأطفال ووضع قوانين مشددة تمنع إيذاء الأطفال.

وبالرغم من المسؤولية الجسيمة المحمولة على عاتق وسائل الإعلام في هذا الشأن، فقد بينت الدراسات أن تغطية الإعلام للأحداث يتم من خلال التركيز على حالات شديدة التأثير، ولكنها فردية وشاذة قد تأخذ منحنى لاستغلال هذه الحالات في تحريك المشاعر والإثارة أكثر من التركيز الموضوعي وعلى أسبابها وتداعياتها، مما يجعل المشاهدين يعتقدون أنها ليست ظواهر اجتماعية تهمهم بشكل مباشر، وأن المجتمع بأسره مسئول عن التصدي لها والقضاء عليها.

عقوبات تعنيف الأطفال

على الرغم من وجود النصوص القانونية، على الصعد الدولية والمحلية، التي تنظم حقوق الطفل وتدعو الى حماية الطفولة وتحظّر سوء معاملة الأطفال أو تعنيفهم، تسجّل التقارير الرسمية وغير الرسمية تجاوزات بالغة القسوة ضد الطفولة من ناحية سوء معاملتهم وتعرّضهم لأبشع الجرائم المهينة بحق الإنسان والبشرية بشكل عام.

ففي لبنان، تنصّ المادة (554) من قانون العقوبات اللبناني، يعاقب بالحبس 6 أشهر على الأكثر أو بالتوقيف التكديري وبالغرامة من 10 آلاف إلى 50 ألف ليرة لبنانية أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أقدم قصداً على ضرب طفل أو جرحه أو إيذائه إذا لم ينجم عن هذه الأفعال مرض أو تعطيل عن العمل لمدة تزيد عن عشرة أيام.

وفي حال نجم عن الأذى الحاصل مرض أو تعطيل عن العمل مدة تزيد عن 10 أيام، عوقب المجرم بالحبس مدة لا تتجاوز السنة، وبغرامة مئة ألف ليرة لبنانية على الأكثر أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفق المادة (555).

طفل "سوري" داخل قفص تحت الأرض في طرابلس اللبنانية
طفل “سوري” داخل قفص تحت الأرض في طرابلس اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى