اخبار العالم العربي

توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن “صراع خفي” بالمنطقة

أثارت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر مؤخراً، علامات استفهام حول توقيتها في ظل التقارب الجزائري الروسي الأخير، وعشية مغادرة الرئيس الصيني لمنطقة الشرق الأوسط بعد زيارة تاريخية.

 

توقيت زيارة مسؤول أمريكي للجزائر 

 

ونقلت وسائل إعلام بياناً عن الرئاسة الجزائرية يتحدث عن زيارة منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك للجزائر، وصفت بالمهمة التقى خلالها الرئيس تبون.

 

ولم تذكر بيانات الطرفين خلفيات الزيارة ومحتوى اللقاءات، واكتفت بفقرات عامة لم تخرج عن السياق المعهود.

 

وزارة الدفاع الجزائرية أكدت أن رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة وعدداً من المسؤولين العسكريين كانوا ضمن الاجتماع، وذكر بيان الوزارة أن الطرفين تطرقا خلال اللقاء الذي حضره ألوية وعمداء من أركان الجيش ووزارة الدفاع وأعضاء الوفد العسكري الأمريكي إلى حالة التعاون الثنائي بين البلدين.

 

وأضاف البيان: بحث الطرفان معاً الوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون، كما تناولا السياق الأمني على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأوضحت أن اللقاء شكل فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك.

توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن "صراع خفي" بالمنطقة
توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن “صراع خفي” بالمنطقة

فيما أشارت سفارة الولايات المتحدة لدى الجزائر، أنه تم بحث السبل لمواصلة العمل معاً من أجل السلام والاستقرار، وأن الولايات المتحدة تثمن جهود الجزائر لدعم السلام والأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة.

 

من جانبه أوضح منسق شؤون الشرق الأوسط ماكغورك، في تصريح عقب استقبال الرئيس تبون له، أن اللقاء كان مثمراً وبناء، موضحاً أن الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة قوية، وأبرز إرادة البلدين في العمل معاً من أجل تعزيزها أكثر.

 

الجزائر نحو الحلف الشرقي 

 

وكانت الجزائر وطدت علاقتها بروسيا والصين مؤخراً، وسط حديث عن قرب إجراء زيارة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى موسكو. 

 

وسبق وزار ر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الجزائر وبحث ملفات مشتركة أبرزها الملف العسكري من خلال عقد صفقات عسكرية ضخمة. 

 

كما أن الولايات المتحدة لا تخفي توجسها من توجه الجزائر للانضمام لمنظمة (بريكس) التي تعتبرها تكتلاً مناهضاً لواشنطن، كما لا تخفي قلقها من حجم التعاون والشراكة الجزائرية الصينية المجسدة في مشاريع عملاقة عدة. 

 

وتميل الجزائر إلى روسيا في ظل الصراع العالمي بينها وبين الغرب، وتستورد الجزائر العديد من الأسلحة الروسية منذ مدة طويلة لتعزيز قواتها.

 

وذكر موقع “فرانس انفو” الفرنسي أن هناك احتمالية بشراء الجزائر لمقاتلات من الجيل الخامس لطراز “سوخوي” الروسية، في ظل التقارب بين البلدين، ويعتبر ذلك صفقة مهمة لروسيا.

 

وكانت الجزائر حصلت على 100 صاروخ من طراز BMP-3s، بالإضافة إلى تحسين طائرتي BMP-1 وBMP-2 إلى معايير أحدث، وتحديداً لتزويدهما بأنظمة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، من روسيا.

 

علاقات متوترة مع أمريكا 

 

وفي أكتوبر الفائت ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن 27 عضواً في الكونغرس الأمريكي طالبوا بفرض عقوبات على الجزائر، وإدراجها ضمن ما يُعرف بقانون “خصوم أمريكا”، على خلفية صفقات الأسلحة التي وقعتها مع روسيا، في ثاني خطوة من هذا النوع بعد رسالة سابقة مماثلة كان وجهها قبلها بشهر عضو في مجلس الشيوخ.

 

وعبر أعضاء الكونغرس عن “القلق بشأن التقارير الأخيرة عن العلاقات المتنامية باستمرار بين روسيا والجزائر”، مؤكدين أن “روسيا تعد أكبر مورد للأسلحة العسكرية للجزائر”.

 

وتفيد المعلومات الأمريكية أنه في العام الماضي وحده، وقعت الجزائر صفقة شراء أسلحة مع روسيا بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من سبعة مليارات دولار.

 

واعتبر أعضاء الكونغرس أن هذه الصفقات تجعل الجزائر “ثالث أكبر متلق للأسلحة الروسية في العالم”.

 

كما أن مثل هذه الصفقات توفر موارد مالية لصالح موسكو، ما يساعدها على خوض حروبها، وتمويل خططها في أوكرانيا، حسب وصفهم.

 

اقرأ المزيد|| تحرك في الكونغرس ضد الجزائر لاعتبارها “خصم” وعلاقتها بأمريكا على “المحك”  

 

ممر الطاقة إلى أوروبا

 

وزادت الدول الأوروبية مؤخراً صفقات الطاقة ولا سيما الغاز مع الجزائر، في محاولة لسد النقص الحاصل من الاستغناء عن الغاز الروسي. 

 

واعتبر الجزائر مورد جيد للغاز إلى دول أوروبية أبرزها إسبانيا وإيطاليا، بسبب قرب المسافة وسهولة تغطية التكاليف بين الطرفين. 

 

بينما يبقى مشروع خط الغاز النيجيري واحد من أهم المشاريع التي يبحث عنها الدول الأوروبية والتي تريد الجزائر أن يمر من خلالها. 

 

يذكر أنّ زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر جاءت محاولة لرأب الصدع بين واشنطن والجزائر بعد الخلافات الأخيرة، إلى جانب محاولة إبطاء سرعة تحول الجزائر نحو حلف روسيا والصين. 

اقرأ أيضاً|| “ميزانية حرب”.. الجزائر تقر الميزانية العسكرية الأعلى في تاريخها.. ماذا تخطط!

 

توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن "صراع خفي" بالمنطقة
توقيت زيارة مسؤول أمريكي رفيع إلى الجزائر يكشف عن “صراع خفي” بالمنطقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى