اخبار العالم

لم ينته الخطر بعد.. خبراء يحذرون روسيا بعد تمرد فاغنر وأول تعليق صيني

في غضون يوم ونصف، واجهت روسيا تهديدًا حقيقيًا يتمثل في تمرد مسلح، حيث تعهد الرئيس فلاديمير بوتين بمعاقبة مقاتلي فاغنر الذين ساروا نحو موسكو واحتلوا المدن على طول الطريق – قبل عقد صفقة مفاجئة مع بيلاروسيا لنزع فتيل الأزمة، بسرعة كما ظهرت، لكن رغم ذلك فقد حذر خبراء من أن الخطر لم ينته بعد.

– تمرد فاغنر والعواقب المتوقعة

وفقاً لشبكة “سي أن أن”، فإن هناك الكثير من عدم اليقين ما زال موجودًا، حيث حذر الخبراء من أنه من غير المرجح أن تختفي الانتفاضة النادرة بهذه السرعة دون عواقب لاحقة.

حيث قالت في تقريرٍ نشرته، اليوم الأحد: يتعين على بوتين الآن التغلب على آثار أخطر تحد لسلطته منذ وصوله إلى السلطة في عام 2000 بعد سلسلة من الأحداث المذهلة التي شاهدها العالم عن كثب.

كما أشارت “سي أن أن” في تحليلها للأحداث الأخيرة إلى أنه “خلال 36 ساعة من الفوضى، بدا أن قبضة بوتين على السلطة تتعرض لتهديد خطير”.

ومع سيطرة مجموعة “فاغنر” على مواقع عسكرية رئيسية في مدينتين روسيتين، اضطر الكرملين إلى نشر قوات في شوارع موسكو ودعوة السكان إلى البقاء في منازلهم.

لكن المواجهة في موسكو لم تحدث، وانسحب مقاتلو “فاغنر” من المواقع التي سيطروا عليها بعد اتفاق مع الكرملين قضى بوقف تقدمهم نحو موسكو، وخروج قائدهم، يفغيني بريغوجين، إلى بيلاروسيا.

وليل السبت، أعلن بريغوجين سحب موكبه العسكري الزاحف نحو العاصمة لتجنب إراقة “الدماء الروسية”.

وعلى ضوء ذلك، بدأت مناطق عدة في روسيا رفع الإجراءات والقيود التي فرضت السبت.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن بوتين، كان قد رسم لنفسه صورة قائد يتمتع بقبضة حديدية على السلطة، منذ أن أصبح رئيسًا، عام 2000، لكن الوفيات الغامضة لمعارضيه على مر السنين، وانتقادات الحرب الأوكرانية هددت هذه السيطرة الكاملة.

واهتزت سمعة بوتين أكثر بسبب تمرد “فاغنر”، وهو ما جعله “أكثر انكشافًا مما كان عليه في السنوات الـ 23 الماضية”، وبينما نجا من الأزمة، يبدو الآن ضعيفًا ليس فقط أمام العالم وأعدائه ولكن أيضًا أمام شعبه وجيشه”، حسب تقرير الشبكة الأمريكية.

إذ، رأى خبراء أن ذلك قد يشكل خطرًا على نظامه إذا وجد خصومه داخل روسيا فرصة لتقويض نظامه.

وبهذا الشأن، قالت مديرة مركز أبحاث “ماكين” ومقره الولايات المتحدة، إيفلين فاركاس: “من الواضح أن بوتين ضعيف، يمكن اعتبار هذه الأزمة الوشيكة فرصة لمنتقدي بوتين أو منافسيه داخل الكرملين”.

فيما أشار تقرير “سي ان أن”  إلى “تصدعات” في تأييد الحرب الأوكرانية داخل روسيا، بعد أن وصلت التهديدات إلى داخل روسيا، مع الهجمات الأخيرة عبر الحدود، بل وشهد الكرملين نفسه هجمات بطائرات مسيرة.

وظهر الانقسام بين موسكو والمواطنين الروس بوضوح، أمس السبت، إذ ملأت الهتافات شوارع مدينة روستوف وخرج الناس ليودعوا عناصر “فاغنر”، والتقط بعض سكان المدينة صور سيلفي مع زعيم المجموعة العسكرية وألقوا عليه التحية خلال مغادرته المدينة.

وإلى ذلك تعتقد رئيسة مكتب “سي أن أن” السابقة في موسكو، وخبيرة الشؤون الروسية، جيل دوجيرتي، أن بوتين سيكون قلقًا بشأن هؤلاء الذين هتفوا لعناصر “فاغنر”.

ومن جانبه، يرى الرئيس السابق للعمليات الروسية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، ستيف هول، أن زعيم “فاغنر” ربما شعر أنه يحمل نفسه أكثر من طاقته بتحريك قواته نحو موسكو فقرر الانسحاب، لكن في الوقت نفسه، وجد بوتين أنه سيكون مضطرا لهزيمة حوالي 25 ألفا من عناصر المجموعة.

ويرى هول أن إرسال بريغوجين إلى بيلاروسيا “خطوة لحفظ ماء الوجه لكلا الجانبين”، لكن بوتين في وضع “أسوأ”، ويقول: “لا أعتقد أن القصة قد انتهت بعد”.

لم ينته الخطر بعد.. خبراء يحذرون روسيا بعد تمرد فاغنر وأول تعليق صيني
لم ينته الخطر بعد.. خبراء يحذرون روسيا بعد تمرد فاغنر وأول تعليق صيني

– أول تعليق صيني

وفي أول تعليق صيني على تمرد فاغنر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، أن بكين دعمت جهود موسكو لمواجهة تمرد فاغنر بقيادة زعيمها يفغيني بريغوجين.

وقالت الوزارة في بيانٍ لها: “أعرب الجانب الصيني عن دعمه لجهود قيادة الاتحاد الروسي لاستقرار الوضع في البلاد فيما يتعلق بأحداث 24 يونيو، وأكد مجددًا اهتمامه بتعزيز وحدة روسيا وزيادة ازدهارها”.

وجاء التعليق بعد اجتماع في بكين بين نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شي ونائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو.

والجدير ذكره أن قوات فاغنر عادت إلى قاعدتهم اليوم الأحد، حيث وافق زعيمهم المتمرد على الذهاب إلى المنفى بعد قبول الرئيس فلاديمير بوتين على صفقة عفو.

لكن قراءات الصين من الاجتماع قالت إن نائبي وزير الخارجية “تبادلا وجهات النظر” حول العلاقات الثنائية و “القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

لم ينته الخطر بعد.. خبراء يحذرون روسيا بعد تمرد فاغنر وأول تعليق صيني
لم ينته الخطر بعد.. خبراء يحذرون روسيا بعد تمرد فاغنر وأول تعليق صيني

اقرأ أيضا:

)) كوريا الشمالية تكشف موقفها من تمرد فاغنر وأول خطوة فعلتها بعد انتهائه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى