الكشف عن صاحب خطة تهجير الفلسطينيين من غزة ورؤيته للخطوة التالية

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة جدل واسعة بعد تصريحاته حول مستقبل قطاع غزة، حيث تطرق إلى فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وكشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يوم الجمعة، أن الخطة التي تحدث عنها ترامب صاغها البروفيسور جوزيف بيلزمان، أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، ورئيس مركز التميز للدراسات الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأفادت الصحيفة بأن بيلزمان قدّم هذه الرؤية إلى فريق ترامب في وقت مبكر من يوليو 2024.

رؤية اقتصادية قائمة على التهجير الكامل

وبحسب الصحيفة، فإن بيلزمان يرى أن الدمار الذي لحق بغزة يجعل إعادة إعمارها مستحيلة في ظل الظروف الحالية، حيث لن تكون هناك جهات استثمارية خاصة أو دولية مستعدة لضخ أموالها في القطاع.

وتعتمد خطته على إخلاء القطاع بالكامل، مع إعادة تدوير الركام لاستخدامه لاحقًا، وإزالة جميع المنشآت تحت الأرض، بما في ذلك أنفاق حماس.

ويرتكز المخطط الاقتصادي الذي قدمه بيلزمان على ثلاثة قطاعات رئيسية:

1. السياحة – تطوير المنتجعات والفنادق والمرافق الفاخرة.

2. الزراعة – إنشاء مناطق زراعية حديثة في وسط القطاع.

3. التكنولوجيا – بناء بنية تحتية رقمية متطورة.

ملامح المشروع وتكلفته الضخمة

وفقًا للخطة، سيتم الاعتماد بالكامل على الطاقة الشمسية، وإنشاء شبكة سكك حديدية وموانئ جوية وبحرية، مما يجعل غزة مستقلة عن إسرائيل في مجال الطاقة.

وتقدر تكلفة تنفيذ هذا المشروع العملاق ما بين 1 إلى 2 تريليون دولار، على أن يستغرق إكماله من 5 إلى 10 سنوات.

وسيتم تطوير المنطقة الساحلية في غزة عبر بناء فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية، بينما سيتم تشييد أبراج سكنية من 30 طابقًا في الجزء الشرقي، مع تخصيص مساحات زراعية ودفيئات في الوسط.

نظام اقتصادي وتعليمي جديد

يقترح بيلزمان إلغاء التعامل بالمال الورقي، واستبداله بشبكة مالية إلكترونية تتيح التحكم الكامل في تدفقات الأموال، لضمان عدم استخدامها في أنشطة غير مشروعة.

أما في قطاع التعليم، فتشمل خطته إعداد مناهج دراسية لمحاربة التطرف، والاستفادة من تجارب دول أخرى في تطوير برامج تعليمية جديدة للطلاب في مختلف المراحل.

جدل واسع حول الخطة

أثارت هذه التصورات انتقادات حادة، حيث يرى معارضوها أنها تتجاهل الواقع السياسي والديموغرافي في غزة، وتتبنى رؤية استئصالية تثير تساؤلات حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني يقيمون في القطاع.

ورغم عدم تبني إدارة ترامب رسميًا لهذه الخطة حتى الآن، إلا أن الكشف عنها يعكس جدلًا متزايدًا حول مستقبل غزة، في ظل استمرار الحرب والتوترات الإقليمية.