اتصالات “سرية” بين ترامب وبوتين.. لماذا أعلن عنها الرئيس الأمريكي ونفاها الكرملين؟

في ظل استمرار الحرب الأوكرانية والتوترات الدولية المصاحبة لها، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتصالات هاتفية جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلالها إمكانية وقف الحرب. 

وبينما لم تؤكد موسكو هذه المحادثات رسميًا، فإنها تفتح الباب أمام تساؤلات بشأن جدية هذه الاتصالات وما إذا كانت تمهد لصفقة سياسية تغير مسار الصراع.

محادثات غير مؤكدة.. و”صفقات سرية” محتملة

ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب فور عودته إلى البيت الأبيض، أكد أنه ناقش مع بوتين سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي أبدى استعدادًا للحد من الخسائر البشرية. 

غير أن الكرملين نفى علمه بهذه الاتصالات، ما يثير احتمالات وجود قنوات خلفية للتفاوض، خاصة أن روسيا تميل إلى إبقاء المفاوضات الحساسة بعيدًا عن العلن.

وفي حين لم تعلن واشنطن رسميًا عن أي مبادرات للوساطة، فإن تصريحات ترامب تعكس محاولته إبراز دوره كصانع سلام محتمل، وهو ما قد يكون جزءًا من استراتيجيته الانتخابية. 

ضغوط داخلية على بوتين

بحسب الدبلوماسي الأميركي السابق لينكولين بلومفيلد، الذي نقل عنه “موقع سكاي نيوز” فإن بوتين يواجه تحديات داخلية متزايدة، رغم عدم وجود حراك شعبي واسع ضده. 

ويشير إلى أن الجمهور الروسي لا يظهر اهتمامًا كبيرًا بالضغط على قيادته، لكن استمرار الحرب قد يجبر بوتين على إعادة النظر في استراتيجياته.

كما يلفت بلومفيلد إلى أن الأزمة الأوكرانية لم تبدأ في 2022، بل تعود جذورها إلى عام 2014، عندما سعت أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. 

ومع استمرار المعارك، تظل قضية انضمام أوكرانيا إلى الناتو إحدى النقاط الرئيسية التي تصر موسكو على رفضها.

ترامب والمفاوضات.. صفقة أم دعاية سياسية؟

يرى مراقبون أن ترامب قد يستخدم هذه الاتصالات كأداة لتعزيز موقفه السياسي، سواء داخليًا في مواجهة منافسيه، أو خارجيًا في علاقته بأوروبا وروسيا. ويشير بلومفيلد إلى أن هناك تكهنات حول مدى استعداد ترامب لتقديم تنازلات لروسيا مقابل إنهاء الحرب، وما إذا كانت هذه التنازلات قد تشمل تسويات جغرافية أو اقتصادية.

وفي تصريحاته الأخيرة، قال ترامب إن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب قد يستغرق نحو ستة أشهر، وهو ما يعكس التعقيدات الميدانية والتوازنات السياسية بين واشنطن وموسكو وكييف.

انعكاسات دولية محتملة

يرى بلومفيلد أن أي مفاوضات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا سيكون لها تأثير يتجاوز الأزمة الحالية، ليشمل ملفات دولية أخرى مثل تايوان والشرق الأوسط. فأي تنازل روسي أو أوكراني قد يشكل سابقة تؤثر على قضايا إقليمية أخرى، ما يجعل هذه المحادثات محط اهتمام القوى الكبرى.