أجرت قيادة الضربات العالمية التابعة للقوات الجوية الأمريكية اليوم الأربعاء، تجربة إطلاق لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز Minuteman III من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في ولاية كاليفورنيا، على أن يكون الإطلاق من دون ذخيرة ويهدف إلى التحقق من جاهزية ودقة منظومة الصواريخ النووية الأمريكية التقليدية، بينما اصدر الرئيس الروسي أوامراً لقواته للاستعداد للرد على تصريحات ترامب بشأن النووي.
تأتي هذه التجربة ضمن جدول اختبارات روتيني مُخطط له منذ سنوات يهدف إلى تقييم موثوقية منظومة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تُمثّل أحد أذرع الردع الثلاثية للولايات المتحدة.
وأكد بيان القاعدة أن الهدف من برنامج إطلاق الصواريخ هذا هو "التحقق من فعالية الجاهزية والدقة" لنظام Minuteman III، الذي ظل قيد الخدمة لأكثر من نصف قرن.
قدرات Minuteman III ووضع الترسانة الأمريكية
يُعد صاروخ Minuteman III جزءًا من ترسانة الصواريخ الباليستية البرّية الأمريكية، ويبلغ مدى صواريخه أكثر من 6,000 ميلاً وقادر على حمل رؤوس نووية عند التجهيز لذلك، بينما تشير تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين إلى أن الجيش يمتلك نحو 400 صاروخ من هذا الطراز في الخدمة.
سياق سياسي متفجّر
تتزامن هذه التجربة مع تصاعد نزاع دبلوماسي واستنفار إعلامي دولي بعد توجيه الرئيس الأمريكي إلى "استئناف اختبارات الأسلحة النووية"، وهذا التوجيه أثار قلقًا واسعًا وغموضًا بشأن طبيعته وإمكانية أن تشمل تفجيرات نووية فعلية.
وسائل إعلام دولية ربطت بين توجيهات البيت الأبيض وقرار إجراء اختبارات إطلاق لصواريخ دقيقة كـMinuteman III، معتبرة أن ما يجري من تجارب قد يكون جزءًا من رسالة استراتيجية مُوجّهة إلى القوى النووية الأخرى، خصوصًا روسيا والصين.
ردود فعل موسكو وتحذيرات بالتصعيد
أثارت تصريحات واشنطن ردة فعل سريعة من الكرملين، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأجهزة المختصة بجمع معلومات وتحليل التصريحات الأمريكية، وتكليف مجلس الأمن الروسي بوضع مقترحات حول إمكانية الاستعداد لاستئناف تجارب نووية إذا ما ثبُت أن الولايات المتحدة أو دولاً أخرى بدأت فعلاً بإجراء تفجيرات نووية.
وأكدت موسكو أنها تظل ملتزمة من حيث المبدأ بمعاهدة حظر التفجيرات النووية الشاملة، لكنها حذّرت أيضاً من أنها "ستتصرف بالمثل" حال الخرق الاختباري من جانب الأطراف الأخرى.
ماذا يعني الإطلاق العمليًا؟
من الناحية الفنية والعسكرية، إطلاق Minuteman III غير المزوّد برؤوس متفجرة هو اختبار للمنظومة ككل، من إطلاق الصاروخ إلى قياس دقته ومدى تكامل أنظمة التحكم والملاحة والاختبار النهائي للموثوقية.
وفي الأفق السياسي، مثل هذه التجارب تُستخدم أيضاً كوسيلة لردع الخصوم وخلق مؤشر على الجاهزية الاستراتيجية.
وبينما تؤكد واشنطن أن تجارب اليوم تجريبية وروتينية وتهدف إلى صيانة جاهزية منظوماتها، تبقى المنطقة الدولية حذرة من أي تصعيدٍ قد يؤدي إلى انتكاسة في آليات الرقابة على الأسلحة النووية.
