تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
Help me find Austin Tice
اخبار سوريا

الامتناع عن التهنئة والحياد.. ما هو تفسير موقف تونس من “سوريا الجديدة” وأحمد الشرع

في ظل التطورات الأخيرة في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وتولي أحمد الشرع رئاسة المرحلة الانتقالية، يبرز موقف تونس كواحد من المواقف العربية المحافظة التي تتسم بالتحفظ وعدم التسرع في الاعتراف بالإدارة الجديدة. 

 

 عدم إرسال تهنئة رسمية لأحمد الشرع

 

لم ترسل تونس أي رسالة تهنئة إلى الرئيس، أحمد الشرع، على عكس العديد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات وقطر التي بادرت بالاعتراف به ودعمه، ويعكس هذا الصمت الرسمي تحفظا تونسيا تجاه التغييرات في دمشق، خاصة بعد أن كانت تونس قد أعادت العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد عام 2023 بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد.

 أسباب التحفظ التونسي

المخاوف الأمنية: يعتبر ملف المقاتلين التونسيين الذين انضموا إلى الفصائل في سوريا خلال السنوات الماضية مصدر قلق رئيسي، حيث تخشى السلطات التونسية من عودة هؤلاء الأفراد أو استخدامهم ضد الدولة، مما دفعها إلى تعزيز إجراءات المراقبة على الرحلات القادمة من تركيا، والتي يُعتقد أنها بوابة عبور للجميع.  

– الشكوك في شرعية النظام الجديد: يرى محللون تونسيون أن الإدارة الجديدة في سوريا لم تقدم ضمانات كافية حول التعامل الإيجابي مع الملفات المشتركة، مثل التعاون الأمني أو استعادة الثقة بين البلدين.  

– الارتباط بسياسات سابقة: خلال عهد قيس سعيد، أظهرت تونس دعمًا واضحًا لنظام الأسد قبل سقوطه، حيث أدانت الهجمات التي استهدفت قواته ووصفتها بـ”الإرهابية” وقد فاجأها سقوط النظام السريع، مما خلق حالة من الارتباك في المواقف.  

السياق التاريخي للعلاقات التونسية-السورية

شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات حادة:  

– مرحلة القطيعة (2011-2023): قطعت تونس العلاقات مع نظام الأسد عام 2012 احتجاجا على قمع الثورة، ثم أعادت فتح السفارات عام 2023 بعد تحسن العلاقات مع النظام السوري الذي كان حينها مدعوما من روسيا وإيران.  

– اللقاء بين سعيد والأسد: في مايو 2023، التقى الرئيس التونسي قيس سعيد بنظيره السوري بشار الأسد خلال القمة العربية في جدة، مما أثار جدلا داخليا وخارجيا.  

التداعيات الإقليمية والداخلية 

– التحالفات الإقليمية: تُعتبر تونس جزءا من محور عربي تقوده دول مثل الجزائر والإمارات، والتي حافظت على علاقات مع دمشق حتى أثناء الأزمة. ومع ذلك، فإن التحفظ التونسي الحالي قد يعكس رغبة في عدم الانجرار إلى تحالفات جديدة قبل استقرار الوضع في سوريا.  

– الخوف من التأثير الداخلي: هناك مخاوف من أن يُستغل سقوط الأسد من قبل حركات معارضة في تونس، مثل حركة النهضة، التي أيدت الثورة السورية وانتقدت نظام الأسد، وقد عبّر أنصار هذه الحركة عن فرحتهم بسقوطه، مما دفع السلطات التونسية إلى تشديد موقفها تجنبا لأي تداعيات محلية.  

ويتوقع مراقبون أن تونس قد تعيد تقييم موقفها تدريجيا بناء على تطورات الأوضاع في سوريا، خاصةً إذا نجحت الإدارة الجديدة في تحقيق الاستقرار ومعالجة الملفات الأمنية المشتركة، ومع ذلك، فإن أي تحرك تونسي رسمي سيرتبط بضمانات من دمشق حول التعاون في ملفات مثل:  

– مكافحة الإرهاب.  

– ضبط حركة المقاتلين التونسيين.  

– تعزيز العلاقات الاقتصادية.  

يذكر أن موقف تونس من “سوريا الجديدة” يعكس توازنا دقيقا بين المخاوف الأمنية الداخلية والضغوط الإقليمية، في الوقت الحالي، يبدو أن تونس تفضل سياسة “الانتظار والترقب”، مع التركيز على أولوياتها الأمنية وعدم الاندفاع نحو تحالفات جديدة قبل استقرار المشهد السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى