بيتكوين: 114,639.94 الدولار/ليرة تركية: 40.99 الدولار/ليرة سورية: 12,887.05 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

من بغداد إلى بيروت… هل تنجح جولة لاريجاني في إنقاذ ما تبقّى من النفوذ الإيراني؟

من بغداد إلى بيروت… هل تنجح جولة لاريجاني في إنقاذ ما تبقّى من النفوذ الإيراني؟
في لحظات مفصلية يعيشها الشرق الأوسط، بدأ أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على لاريجاني، زيارتين من بغداد إلى بيروت، بالوقت الذي يحاول البلدان إعادة ترتيب البيت الداخلي ونزع السلاح خارج الدولة، لتثير هذه الزيارة تساؤلات كثيرة بشأن المبادرات والرسائل التي تحملها طهران للبلدين.   وتأتي هذه الزيارة حيث تتحدث بغداد بصوت رسمي عن إنهاء السلاح خارج الدولة، وبيروت تُقِرّ أهداف خطةٍ لنزع سلاح حزب الله – حليف إيران الأول- خلال جدولٍ زمني واضح، فيما تتراكم خسائر “محور طهران”. وبالتوازي تتعثّر المفاوضات النووية وتلوّح أوروبا بآلية “السناباك”، لتجعل هذه المعادلة جولة لاريجاني محاولةً مركّبة لالتقاط أنفاس النفوذ الإيراني وتثبيت أوراق تفاوض قبل أي تصعيد محتمل.  

ماذا حمل لاريجاني لبغداد؟

بالتزامن مع تصاعد المطالب الرسمية في العراق بإنهاء السلاح خارج مؤسسات الدولة، وصل لاريجاني إلى بغداد في مستهل جولته الإقليمية. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شدّد على أنّ “لا مبرّر لوجود سلاح خارج مؤسسات الدولة”، وربط ذلك بمرحلة أمنية أكثر استقراراً وجهودٍ لفرض سيادة القانون؛ كما سبقت الزيارة إجراءاتٌ غير مسبوقة بحق قادة في الحشد الشعبي بعد صدام مسلّح مع الشرطة الاتحادية.   هنا يرى الباحث في الشأن الإيراني، إسلام المنسي، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز، أن طهران “لا تنوي التخلي عن أذرعها بسهولة على الإطلاق”، لكنها قد تضطر إلى إعادة التموضع كما حدث سابقاً في العراق، بحيث تحافظ على ما تبقى من المقدرات حتى لو لم تكن فاعلة بقوة في المشهد الراهن. ويضيف أن النفوذ الإيراني في العراق “يواجه تقلصاً وتراجعاً كبيراً، فلم يعد متاحاً ما كان بالأمس”، مشيراً إلى أن بعض ميليشيات الحشد الولائية دخلت في حالة كمون وخفضت حضورها العلني “كي تمر العاصفة”، لكنها ما زالت تحتفظ بسلاحها ونفوذها وإن كان هذا النفوذ في حالة تجميد.   وتحمل زيارة لاريجاني أهمية كبيرة، إذ يعد الشخصية الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد رحيل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، وزيارته للعراق لبحث قضايا اقتصادية وأمنية، خاصة ضرورة إقرار قانون الحشد الشعبي في ظل تحفظ قوى سنية وشيعية عليه.  

لبنان قبل العاصفة

من بغداد، حطّ لاريجاني في بيروت في ذروة سجال داخلي وإقليمي حول سلاح حزب الله، فالحكومة اللبنانية أقرت في 7 أغسطس “أهداف” خطة أميركية لنزع سلاح الحزب تدريجياً حتى نهاية 2025، مع تكليف الجيش إعداد خطة لحصر السلاح، وهي خطوة قوبلت باعتراضات إيرانية ورفض من حلفاء الحزب.   ويعلّق المنسي على هذا المسار قائلاً إن طهران “تريد إرسال رسائل إلى الغرب عبر نفوذها في لبنان بأنها ما زالت تمتلك أوراق قوة وأوراقاً تفاوضية، ولا يمكن تجاوزها أو الظن أنها وصلت إلى حالة ضعف تسمح بتجريدها من أوراقها الإقليمية”. لكنه يشير أيضاً إلى أن مواصلة دعم حزب الله “كما كان في السابق لم يعد أمراً متاحاً”، بسبب انقطاع طرق الإمداد وتعقّد عمليات التسليح، وهو ما يفرض على طهران البحث عن تموضع جديد يحافظ على الحد الأدنى من حضور الحزب في المعادلة اللبنانية. وأكد لاريجاني، وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني "في جميع الظروف"، في أول تصريح فور وصوله إلى بيروت. وكان قد صرّح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكداً على أن طهران "تعارض نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك". واستدعت تصريحات ولايتي ردا من وزارة الخارجية اللبنانية، التي اعتبرتها "تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية".  

تراجع الدور الإيراني بعد جولات الاشتباك والخسائر القيادية

  على امتداد العامين الماضيين، تلقّى محور طهران ضرباتٍ نوعية، خاصة في لبنان حيث اغتيلت شخصيات بارزة في الصفين الأول والثاني في حزب الله، ما أضعف بنيته القيادية. ترافق ذلك مع جولات قتال مع إسرائيل رفعت كلفة استمرار الصراع، وأضعفت قدرة الحزب على المناورة السياسية.   ويؤكد المنسي أن هذا التراجع في القدرات يجعل إيران “تحاول الحفاظ على ما تبقى من المقدرات حتى لو لم تكن مؤثرة وحاضرة بقوة”، في وقت تحاول فيه بيروت استعادة الدولة لاحتكار السلاح، بينما تمارس طهران ضغوطاً كبيرة لإفشال هذه المساعي.   وخسرت طهران طريق إمداد حزب الله الرئيسي عبر سوريا، بعد سقوط نظام حليفهم الأسد في سوريا أواخر العام الفائت، بينما تعرضت أراضيها لضربات إسرائيلية وأمريكية على البرنامج النووي تسببت لها بخسائر كبيرة أيضاً.  

النووي المُتعثر… ومؤشرات تصعيد

  المسار النووي الإيراني يشكّل خلفية أساسية لجولة لاريجاني، فالمفاوضات مع واشنطن متعثّرة منذ أشهر، ومع تصاعد الضغوط الأوروبية والأميركية، تسعى طهران لإبراز أن نفوذها الإقليمي لا يزال قائماً. وفق المنسي، فإن زيارة لاريجاني تأتي “في سياق تعثر المفاوضات”، بهدف التذكير بأن إيران تملك أوراقاً تفاوضية من لبنان والعراق تجعل تجاوزها أمراً مستحيلاً.   هذا التعثر ترافق مع تلويح الترويكا الأوروبية بآلية “السناباك” لإعادة فرض العقوبات الأممية إذا لم يتم إحراز تقدم قبل نهاية أغسطس، ما يرفع احتمالات التصعيد ويجعل تثبيت أوراق النفوذ الإقليمي مسألة عاجلة بالنسبة لطهران.   وتُظهر جولة لاريجاني أن إيران تتحرك على أكثر من جبهة في وقت واحد: مقاومة مسارات نزع السلاح في لبنان والعراق، وإعادة تموضع أذرعها بما يضمن بقاءها كورقة تفاوضية في ظل التعثر النووي. لكن البيئة الإقليمية تغيّرت كثيراً بعد الاغتيالات والخسائر الميدانية، ومع قرارات حكومية عربية واضحة لحصر السلاح، قد يتحوّل خيار إعادة التموضع من خطوة استباقية إلى أمرٍ مفروض على طهران، ما يجعل زيارات لاريجاني أقرب إلى إدارة الخسائر منها إلى تعزيز النفوذ. [caption id="attachment_650305" align="alignnone" width="2405"]من بغداد إلى بيروت… هل تنجح جولة لاريجاني في إنقاذ ما تبقّى من النفوذ الإيراني؟ من بغداد إلى بيروت… هل تنجح جولة لاريجاني في إنقاذ ما تبقّى من النفوذ الإيراني؟رة لار[/caption]
المقال التالي المقال السابق
0