في خضم التوترات الأمنية بين الهند وباكستان، والتي كادت أن تؤدي إلى حرب بين البلدين مؤخرا، أجرت الهند تجربة عسكرية ثورية هذا الأسبوع قد تغير قواعد اللعبة الأمنية في المنطقة.
ـ كيف أطلق الصاروخ الباليستي النووي الذي يخيف العالم
أطلقت منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO) بنجاح صاروخا باليستيا قادرا على حمل رؤوس نووية من طراز Agni-P قبالة ساحل أوديشا، وفقا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الهندية Indiatoday.
ويُعد هذا اختبارا غير مسبوق، نظرا لكونه أول إطلاق من نوعه من منصة إطلاق متحركة مثبتة على قطار.
وأظهر الصاروخ، الذي وُصف بأنه "الجيل الجديد" من الأسلحة الباليستية الهندية، قدرات متقدمة تُنذر بتغيير كبير في قدرات البلاد ورغبتها في ردع الخصوم.
للتذكير، أفادت تقاريرٌ مؤخرا بأن باكستان، "عدو الهند اللدود" وجارها، تُطوّر صاروخا باليستيا عابرا للقارات قادرا على حمل رأس نووي قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، وذلك وفقا لتقارير وكالات الاستخبارات الأمريكية المنشورة في مجلة الشؤون الخارجية.
وتشير التقارير إلى أن برنامج باكستان للصواريخ الباليستية العابرة للقارات قد تكثف عقب المواجهة مع الهند في مايو/أيار الماضي، بينما تُصرّ باكستان رسميا على أن ترسانتها النووية تُستخدم كردّ فعلٍ ضد الهند.
ـ ثورة في مجال التنقل العسكري
وصف وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، الاختبار بأنه "إنجاز تاريخي"، مشيرا إلى أن النظام الجديد يسمح بالإطلاق في وقت استجابة قصير للغاية.
وكتب الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي: "أول عملية إطلاق من نوعها تُنفذ من منصة إطلاق متنقلة مصممة خصيصا ومثبتة على سكة حديدية، قادرة على التحرك على شبكة السكك الحديدية دون أي شروط مسبقة".
وتكمن الميزة الثورية للنظام في قدرته على التنقل عبر شبكة السكك الحديدية الحالية دون الحاجة إلى بنية تحتية خاصة أو تحضيرات مسبقة.
والمعنى العملي هو أن الهند تستطيع الآن نشر صواريخ نووية في أي نقطة على شبكة سككها الحديدية الواسعة، مما يمنحها "قدرة على التنقل عبر الحدود" مع "ضعف الرؤية"، أي صعوبة تتبعها وكشفها من قبل القوى المعادية.
ـ تداعيات استراتيجية واسعة
يأتي نجاح اختبار الصاروخ ضمن سلسلة اختبارات واسعة النطاق أجرتها الهند في الأسابيع الأخيرة.
ويُعد هذا الإطلاق الثالث في إطار برنامج التنمية الاستراتيجية الشامل للبلاد، وحتى قبل اختبار "أغني-بي"، في 20 أغسطس، اختبرت الهند بنجاح صاروخ "أغني-5" الباليستي متوسط المدى.
هذا الصاروخ، بمداه المذهل الذي يصل إلى 5000 كيلومتر، قادر على "جعل آسيا بأكملها تقريبا، بما في ذلك شمال الصين، بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا، في نطاقه المستهدف"، كما ذكرت وزارة الدفاع الهندية.
وقد تم التحقق بنجاح من الإطلاق، الذي نُفذ من ميدان الاختبار المتكامل في تشانديبور، أوديشا، وفقا لجميع المعايير التشغيلية والتقنية.
ـ الهند.. القوة الصاروخية الناشئة
أكملت الشهر الماضي سلسلة من الاختبارات الناجحة للصواريخ الباليستية قصيرة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية - بريثفي 2 وأجني 1.
وتشكل الاختبارات الثلاثة مجتمعة جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها منظمة البحث والتطوير الدفاعي لتطوير تكنولوجيا الدفاع الهندية وتعزيز ترسانتها الصاروخية بمجموعة متنوعة من القدرات الهجومية والدفاعية.
ويُبرز تطوير النظام الجديد قدرة الهند المتنامية على تطوير ونشر أنظمة صاروخية متطورة بشكل مستقل.
وهذا الإنجاز لا يُعزز قدرات الهند الردعية ضد التهديدات المحتملة فحسب، بل يُرسّخ مكانتها كقوة تكنولوجية عسكرية رائدة في منطقة جنوب آسيا.
وتُبشّر الثورة التكنولوجية التي يُمثلها الصاروخ، إلى جانب الأنظمة الجديدة الأخرى، بتحول جذري في ميزان القوى الإقليمي ومكانة الهند الجيوسياسية كقوة عالمية ناشئة، بحسب ما ذكرته تقارير هندية.
