تسبّب اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول مؤيد للفلسطينيين على بعد نحو 75 ميلاً من غزة في تداعيات دولية واسعة، شملت احتجاجات شعبية واستنكارًا دبلوماسيًا ودعوات لإضراب.

الأسطول، الذي يضم أكثر من 40 قاربا ونحو 500 ناشط وبرلماني ومحامٍ من دول عدة، كان في طريقه لتقديم مساعدات وإنزال رسالة تضامن مع المدنيين في غزة، بينما أكدت إسرائيل أنها حذّرت القوافل من الاقتراب من منطقة قتال نشطة وعرضت نقل المساعدات عبر قنوات آمنة. وأفادت تقارير باحتجاز عدد من النشطاء أثناء الاقتحام، ومن بين الركاب شخصيات معروفة شاركت في الحملة.

أثارت العملية موجة احتجاجات في عواصم ومدن عدة؛ فقد شهدت إيطاليا تظاهرات امتدّت من روما إلى ميلانو وبولونيا ونابولي، وفرضت السلطات قيودًا على الوصول وأغلقت محطات مترو في بعض المدن. ودعت نقابات عمالية رئيسية إلى إضراب عام تضامنًا مع المشاركين في الأسطول، وأعلنت نقابات أخرى إجراءات محلية لمنع رسو سفن، بينما طالبت حكومات مثل إسبانيا وتركيا والمكسيك والبرازيل بحماية حقوق الناشطين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية.

تصاعدت التوترات الدبلوماسية بعد الاعتراض: أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو طرد جميع الدبلوماسيين الإسرائيليين المتبقين في بلاده وندد بما وصفه "جريمة دولية"، ووصف مسؤولون آخرون الأسطول بأنه مهمة سلمية لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية. وأعربت ماليزيا عن إدانتها بعد ورود تقارير عن اعتقال متطوعين ماليزيين، فيما دعت دول متعددة إلى فتح تحقيقات ومراجعة الإجراءات القانونية والدبلوماسية، مع استمرار المطالب الدولية بتحديد آليات آمنة وشفافة لتسليم المساعدات إلى غزة.

