بين المريخ والمشتري، يدور جسم معدني غامض يثير خيال العلماء منذ سنوات... إنه الكويكب "سايكي" (Psyche 16)، الذي يقدَّر أن قيمته النظرية قد تصل إلى 100 ألف كوادريليون دولار بسبب احتوائه على كميات هائلة من الحديد والنيكل وربما الذهب والبلاتين.
لكن دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية: الكواكب (Journal of Geophysical Research: Planets) تكشف مفاجأة مثيرة:
قد يكون “سايكي” قد شهد في الماضي براكين معدنية، ثارت من أعماقه لتقذف الحديد المنصهر نحو السطح، مثل حمم بركانية تتدفق من نارٍ معدنية خالصة.
الدراسة أجراها فريق من جامعة دلفت للتكنولوجيا وجامعة فريجي بأمستردام بقيادة جاب جوريتسما ووين فان ويسترينين، اللذين استخدما نماذج حاسوبية متطورة لمحاكاة التركيب الداخلي للكويكب.
وتشير نتائجهم إلى أن “سايكي” كان غنيًا بالحديد على نحوٍ مكثّف جعله يولّد ضغطًا داخليًا كافيًا لحدوث ثورات بركانية حديدية في الماضي السحيق.
ويُعتقد أن “سايكي” هو بقايا نواة كوكب بدائي تشكّل قبل 4.5 مليار عام ثم تحطم، مما جعله بمثابة “قلب كوكب مكشوف” يتيح للعلماء دراسة ما يدور عادة في أعماق الكواكب مثل الأرض.
مهمة NASA Psyche، التي انطلقت عام 2023، في طريقها الآن إلى الكويكب، ومن المتوقع أن تصل إليه عام 2029 لتصويره وجمع بيانات طيفية دقيقة، قد تكشف للمرة الأولى أدلة بصرية على هذه البراكين المعدنية الغامضة.
ورغم أن قيمته النظرية تفوق خيال أي اقتصاد، إلا أن العلماء يؤكدون أن الأهم ليس الذهب في الفضاء، بل المعرفة التي قد تمنحنا فهمًا أعمق لكيفية تشكّل الكواكب وولادة نُواتها المعدنية.
