في تطور لافت يعكس تصاعداً في التوتر الإقليمي، أفاد موقع OSINTdefender أن قاذفتين استراتيجيتين أمريكيتين من طراز B-52H ستراتوفورتريس شوهدتا مؤخراً تحلقان فوق البحر الكاريبي، قبل أن تغيرا مسارهما وتتجها جنوباً نحو السواحل الفنزويلية.
وقد رُصدت الطائرتان داخل منطقة معلومات الطيران التابعة لفنزويلا قرب جزر "لوس روكيس"، حيث اختفتا مؤقتاً من أنظمة التتبع المدني ثم أعيد ظهورهما أثناء مواصلة التحليق جنوباً.
هذا التحرك الجوي تزامن مع تقارير كشفتها صحيفة الجارديان حول دور غير تقليدي تولاه ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، في تنسيق ضربات أمريكية استهدفت قوارب يُشتبه في ارتباطها بشبكات تهريب مخدرات فنزويلية.
ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، فإن مجلس الأمن الداخلي الذي يشرف عليه ميلر، تولى مسؤولية تحديد الأهداف وتنفيذ الضربات، متجاوزاً في بعض الحالات دور مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية.
وتشير هذه المعلومات إلى أن إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، منحت المجلس صلاحيات تنفيذية مباشرة في القرارات الأمنية، في تحول واضح عن السياسات التقليدية التي كانت تعتمد على التنسيق بين المؤسسات الأمنية والدبلوماسية.
وفي أغسطس الماضي، رصدت فنزويلا تحليق طائرات حربية أمريكية قرب سواحلها الشمالية، ما اعتبرته تهديداً مباشراً لأمنها القومي واستفزازاً عسكرياً. ورداً على ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعبئة أكثر من 4.5 مليون عنصر من قوات الدفاع الشعبي، في خطوة تعكس استعداداً لمواجهة محتملة.
من جهتها، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، حيث نشرت مدمرات صواريخ موجهة، غواصة نووية، وطائرات استطلاع، ضمن عمليات تستهدف شبكات تهريب المخدرات المرتبطة بفنزويلا. كما نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية على سفن يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات، ما أثار احتجاجات رسمية من كاراكاس أمام مجلس الأمن الدولي.