تجدد التوتر في قطاع غزة اليوم الأحد، إثر تبادل الاتهامات بين الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل أيام، برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي إن "نتنياهو أصدر تعليماته لقوات الجيش بالعمل بقوة في قطاع غزة"، متهماً حركة حماس بعدم الالتزام ببنود الاتفاق.
وأضاف البيان أن "إسرائيل أوفت بجميع التزاماتها في اتفاق وقف النار، لكن حماس لم تفعل ذلك"، مشيراً إلى أن "حماس وافقت مسبقاً على شروط خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك نزع سلاحها".
وشددت الحكومة الإسرائيلية على أن الجيش "سيحمي جنوده من أي تهديد مصدره قطاع غزة"، مؤكدة أن أي خرق جديد لوقف إطلاق النار "سيُقابَل برد قوي".
غارات على رفح وإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية وقصفاً مدفعياً على أهداف في مدينة رفح جنوبي القطاع، بعد أن أطلق مسلحون صواريخ مضادة للدبابات على قوات إسرائيلية متمركزة في المنطقة.
وقال الجيش في بيانه إن الغارات استهدفت "مواقع عملياتية ومنشآت عسكرية رُصدت داخلها أنشطة لعناصر إرهابية"، معتبراً أن ما حدث "انتهاك صارخ لوقف النار".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم جاء بعد انفجار في آلية عسكرية إسرائيلية، أسفر عن إصابة ستة جنود، وذكرت التقارير أن نتنياهو عقد جلسة أمنية طارئة لمناقشة تطورات الموقف والخيارات المتاحة للرد.
"حماس" تنفي وتتهم إسرائيل
من جهتها، نفت حركة "حماس" الادعاءات الإسرائيلية والأمريكية حول انتهاكها لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن "الحقائق على الأرض تثبت أن الاحتلال هو من يرعى ويمول عصابات مسلحة تهدف إلى زعزعة الأمن في غزة".
وقالت الحركة في بيانها إن أجهزة الشرطة في غزة، مدعومة بجهود مجتمعية، "تقوم بملاحقة هذه العصابات وفق آليات قانونية واضحة"، داعية الإدارة الأمريكية إلى "الكف عن ترديد رواية الاحتلال، والالتفات إلى لجم اعتداءاته المتكررة التي تهدد اتفاق وقف النار".
موقف واشنطن والدول الضامنة
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، أمس السبت، أنها أبلغت الدول الضامنة لاتفاق السلام في غزة بوجود "تقارير موثوقة" عن هجوم وشيك تخطط له "حماس" ضد سكان القطاع، معتبرة أن هذا الأمر يشكل "انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار ويقوض الجهود السياسية الجارية".
وأضاف البيان الأمريكي أن الدول الضامنة "تطالب حركة حماس بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق"، مشيرة إلى أن أي هجوم جديد "سيستدعي اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على استمرارية وقف النار".
اتفاق غزة
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقّع، يوم الاثنين الماضي، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعلاناً مشتركاً بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة "حماس" عن جميع الرهائن العشرين الذين كانوا محتجزين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقابل إفراج إسرائيل عن 1,718 معتقلاً من غزة و250 أسيراً فلسطينياً من سجونها.
ويبدو أن الهشاشة السياسية والأمنية التي تحيط بهذا الاتفاق لا تزال تهدد استمراره، وسط تصاعد الاتهامات المتبادلة، وعودة العمليات الميدانية التي قد تعيد الصراع إلى المربع الأول بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية المكثفة.