قال وزير الدفاع الباكستاني، اليوم السبت، إنه يعتقد أن أفغانستان تريد السلام، لكن عدم التوصل إلى اتفاق خلال محادثات في إسطنبول سيعني "حرباً مفتوحة".
باكستان تهدد
وقبل أيام، طالب وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، حركة طالبان الأفغانية بكبح جماح المسلحين الذين يهاجمون باكستان عبر الحدود المشتركة للبلدين.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية طاهر حسين أندرابي، ان باكستان تتطلع إلى إنشاء آلية مراقبة ملموسة وقابلة للتحقق خلال محادثات اسطنبول وذلك لمواجهة خطر الإرهاب المنطلق من الأراضي الأفغانية باتجاه إسلام آباد.
وأكد أن بلاده لا تسعى للتصعيد، وتحث سلطات طالبان الأفغانية على الوفاء بالتزاماتها أمام المجتمع الدولي، ومعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لباكستان من خلال اتخاذ إجراءات يمكن التحقق منها ضد الكيانات الإرهابية.
وانطلقت الجولة الثانية من المحادثات بين باكستان وأفغانستان في مدينة إسطنبول التركية في وقت سابق اليوم، حسب ما أفادت مصادر باكستانية.
تأتي هذه الجولة من المحادثات في أعقاب جولة أولى عقدها الجانبان في الدوحة في 19 أكتوبر الجاري بوساطة قطرية وتركية، وتم الاتفاق خلالها على وقف إطلاق النار في المناطق الحدودية بين البلدين، بحسب وسائل إعلام باكستانية.
وكان البلدان قد اتفقا خلال اجتماعات بالدوحة على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات استمرت لأيام على الحدود وأودت بحياة عشرات، وذلك في أسوأ أعمال عنف من نوعها منذ استيلاء طالبان على السلطة في كابول في عام 2021.
واندلع القتال الذي شهد ضربات جوية باكستانية على الحدود المتنازع عليها التي يبلغ امتدادها 2600 كيلومتر بعد أن طالبت إسلام أباد كابول بالسيطرة على المسلحين قائلة إنهم ينفذون عملياتهم من أفغانستان.
وقال آصف، الذي قاد المحادثات أمام نظيره الأفغاني الملا محمد يعقوب: "أي شيء يأتي من أفغانستان سيكون (انتهاكا) لهذه الاتفاقية... كل شيء يتوقف على هذا البند الوحيد".
وبحسب آصف فإن الاتفاق المكتوب الذي وقعته باكستان وأفغانستان وتركيا وقطر ينص بوضوح على أنه لن يكون هناك أي توغلات. وأوضح قائلا: "لدينا اتفاقية لوقف إطلاق النار طالما لم يحدث أي انتهاك للاتفاق الساري بالفعل".
وتنفي كابول توفير ملاذ لإرهابيين لمهاجمة باكستان وتتهم الجيش الباكستاني بنشر معلومات مضللة عن أفغانستان وإيواء متشددين مرتبطين بتنظيم داعش لتقويض استقرارها وسيادتها، الأمر الذي نفته إسلام أباد كذلك.
والأسبوع الماضي، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إنه تقرر في محادثات الدوحة عدم قيام أي من البلدين بأعمال عدائية ضد الآخر، أو تقديم الدعم للجماعات التي تعمل ضد حكومة باكستان.
وفي منشور لاحق على منصة إكس، قال إن ذلك يعكس موقف طالبان منذ فترة بأن أراضي أفغانستان لن تُستخدم ضد أي دولة أخرى.
