عانى العراق من عقود من الحروب التي هددت معالمه التاريخية، من الحرب مع إيران في الثمانينيات، إلى حرب الخليج في أوائل التسعينيات، والغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وما تلاه من موجات عنف، إلى جانب صعود تنظيم الدولة وسقوطه.
لكن أحدث تحدٍ يواجه العراق حاليًا هو التغير المناخي الذي يبدل النظام البيئي بأكمله في البلاد، ويعرض المستقبل الزراعي للخطر ويهدد كذلك بصمة العراق التاريخية.
ويُهدّد التآكل آثار مهد الحضارات، إذ تواجه المدن القديمة في جنوب العراق، والتي يمتد تاريخها آلاف السنين خطر الاندثار بسبب تغيّر المناخ، ما دفع المسؤولين إلى دق ناقوس الخطر.
وتزداد ملوحة التربة بسبب الطقس الجاف والقاسي، مما يُلحق الضرر بالآثار التاريخية في أطلال مدن مثل أور مسقط رأس النبي إبراهيم، وبابل التي كانت في الماضي عاصمة لإمبراطوريات عظيمة.
وتسببت بالفعل الكثبان الرملية في تدهور الجانب الشمالي من "زقورة أور"، وهو معبد هرمي ضخم مدرج كُرّس قبل أكثر من 4000 عام لإله القمر نانا.
وقال عبد الله نصر الله عالم الآثار في دائرة الآثار بمحافظة ذي قار حيث تقع مدينة أور: "الغبار والرياح يسببان تآكلًا في الأجزاء الشمالية من البناء".
وأوضح نصر الله: "الطبقة الثالثة متآكلة بسبب العوامل الجوية والتغيرات المناخية، وبدأ الآن التآكل في الطبقة الثانية من الزقورة".