التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الاثنين، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، وجاء اللقاء بعيدًا عن عدسات الإعلام، ومن دون مؤتمر صحفي، إلا أن طريقة دخول الشرع إلى البيت الأبيض من الباب الخلفي، ثم إعلان وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين تعليق عقوبات "قيصر"، أثارا تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية.
الدخول من الباب الخلفي
تداول ناشطون لقطات للحظة دخول الرئيس السوري أحمد الشرع، برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، إلى البيت الأبيض، والمثير في الأمر أنه، رغم انتظار الصحفيين وعدسات الكاميرات للشرع عند الباب الرئيسي، فقد التُقطت صور دخوله من الباب الخلفي، ومن دون استقبال رسمي كما جرت العادة مع رؤساء وزعماء الدول، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات حول أسباب هذا الإجراء غير المعتاد.

وتباينت الآراء في تفسير هذا المشهد؛ إذ رأى البعض أنه إجراء بروتوكولي متفق عليه لتجنب إحراج الرئيسين أمام وسائل الإعلام، فيما اعتبر آخرون أن ترامب ربما أراد تفادي إثارة الرأي العام الداخلي الأمريكي، الذي لا يزال يعارض سياسته تجاه سوريا.

بينما أشار محللون إلى احتمال وجود دواعٍ أمنية حالت دون الدخول من الباب الرئيسي، ورجّح آخرون أن الباب الخلفي هو الأقرب إلى قاعة الاجتماعات مع الرئيس الأمريكي، لا سيما أن الشرع وصل إلى البيت الأبيض قبل الموعد المحدد بوقت قصير، مشيرين إلى أن إجراءات مشابهة حصلت مع زعماء آخرين في ظروف خاصة.


وفي المقابل، فسّر البعض الخطوة على أنها تحفّظ من ترامب على الاعتراف الرسمي بالإدارة السورية الجديدة، معتبرين أن أي استقبال رسمي للرئيس الشرع كان يمكن أن يضعه في موقف محرج أمام الرأي العام الأمريكي، خاصة أن السفارتين السورية والأمريكية لا تزالان مغلقتين حتى الآن.

تعليق قانون قيصر
وما إن انتهى الاجتماع المغلق بين الرئيسين ترامب والشرع في البيت الأبيض، بحضور وزيري خارجية البلدين، حتى أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان قرارًا بتعليق عقوبات "قيصر" لمدة 180 يومًا، باستثناء بعض البنود المتعلقة بروسيا وإيران.
وفي توضيح لذلك، كشف ناشطون في المنظمات السورية الأمريكية أن هذا التعليق الجديد يُعد امتدادًا للتعليق الأول الذي صدر في شهر أيار/مايو الماضي، مشيرين إلى أن إلغاء القانون بشكل كامل يتطلب موافقة مجلسي الشيوخ والنواب، ثم مصادقة الرئيس ترامب، وهو ما يُتوقّع حدوثه خلال الأيام القليلة المقبلة.

ورغم أن التعليق لا يعني الإلغاء الكامل للعقوبات، فإن تجديده يمنح الكونغرس الأمريكي فرصة لاتخاذ قرار نهائي بشأن رفع العقوبات عن سوريا.
وكان الرئيس الشرع قد التقى بعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي خلال زيارته إلى واشنطن، من أبرزهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية برايان ماست، الذي يُعد من أكثر المتشددين تجاه إلغاء قانون قيصر.
وبعد اللقاء، أصدر ماست بيانًا صحفيًا أكد فيه أن سوريا ستنضم إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وأنه "منفتح على إعطاء فرصة للسوريين"، في إشارة إلى تحول ملحوظ في مواقفه، ما قد يُمهّد لإزالة واحدة من أكبر العقبات أمام إلغاء العقوبات الأمريكية عن سوريا.