بعد أقل من أسبوع على سيطرة قوات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، كثفت السلطة القائمة في بورتسودان الاهتمام بمعسكر أقامته في مدينة الدبة شمال السودان، تقول إنه يستقبل نازحين فروا من الفاشر، ويقدم لهم المعينات الإنسانية المطلوبة. غير أن الغموض ما يزال يحيط بالموقع، خصوصا في ظل الشكوك بشأن قدرة النازحين على قطع المسافة الطويلة من الفاشر إلى الدبة في زمن قصير، وسط ظروف أمنية وصعوبات لوجستية.
بحسب إعلان رسمي، فإن المعسكر يضم نازحين من الفاشر، لكن مراقبين يشيرون إلى وجود تساؤلات عدة لم تجب عليها السلطات، من بينها البعد الجغرافي والإثني: إذ تفصل بين الفاشر والدبة نحو 1350 كيلومتر، في حين أن العديد من المجموعات التي ترجع أصولها لإقليم دارفور سبق وتعرضت لمضايقات في المناطق الشمالية بسبب ما يعرف بـ"قانون الوجوه الغريبة".
وأوضح مراقبون أن المعسكر أقيم بسرعة قياسية، وجرى ضخه بدعم لوجستي كبير وزيارات إعلامية ورسمية مكثفة، ما يثير تساؤلات عن الأهداف الحقيقية من إنشاءه بهذا الشكل.
وبحسب سكان محليين في قرى حول مدينة البرقيق شمال دنقلا، فقد فوجئوا قبل أسبوعين بمغادرة أسر من دارفور كانت تقيم في المنطقة وتعمل موسميا، في رحيل مفاجئ نحو المعسكر قرب الدبة، بحسب ما أكده أحدهم مشيراً إلى عربة نقل أخذت تلك الأسر صباح الـ28 من أكتوبر.
فـي المقابل، أفادت لجنة الطوارئ بمحلية الدبة بأن عدد الأسر الواصلة إلى المعسكر بلغ 1,050 أسرة، بعضها وصل عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، في حين أن الولاية الشمالية قد استضافت منذ اندلاع القتال نحو 32 ألف أسرة من مختلف الولايات.