أزمة تعصف في الجيش الإسرائيلي وتقرير عبري يكشف ما يدور في صفوفهم

يشهد الجيش الإسرائيلي أزمة متفاقمة في صفوفه، إثر موجة غير مسبوقة من طلبات إنهاء الخدمة والتقاعد المبكر، ما يعكس تدهورًا حادًا في أوضاع القوى العاملة داخل الوحدات العسكرية، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية.

وناقشت اللجنة الفرعية لشؤون الأفراد في الجيش، برئاسة عضو الكنيست إليعازر شتيرن، صباح الأربعاء، ظاهرة التقاعد المبكر التي باتت تؤرق المؤسسة العسكرية، خاصة بين الضباط برتبة مقدم فما فوق.

مخاوف من المساس بالمعاشات

يسعى العديد من الضباط إلى تقديم موعد تقاعدهم خوفًا من المساس بمستحقاتهم التقاعدية، بعد قرار محكمة العدل العليا في سبتمبر بإلغاء المكافآت التي كان يمنحها رئيس الأركان قبيل التقاعد، مع التوجه نحو اتفاق بديل قبل نهاية العام.

ويخشى الضباط من تجاهل حقوقهم، حتى لو اضطرهم ذلك إلى التخلي عن فرص الترفيع، في ظل غياب ضمانات واضحة بشأن الامتيازات المالية.

تدهور في الظروف النفسية والمهنية

وحذر مسؤولون كبار في الجيش من تدهور المكانة والظروف داخل التشكيلات العسكرية، مشيرين إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الجنود الدائمين الذين يطلبون دعمًا نفسيًا.

وخلال جلسة اللجنة، كشفت المقدم الركن ليئات ليشيم أن 300 جندي تقدموا بطلبات للتقاعد، فيما لا تزال 300 حالة أخرى قيد الدراسة، ما ينعكس سلبًا على استقرار باقي الجنود.

وتُعزى هذه الأزمة إلى تدهور ظروف الخدمة، والضغوط المالية، ومطالب وزارة المالية بخفض الامتيازات الممنوحة للعسكريين، ما أدى إلى تراجع القدرة على الاحتفاظ بالكفاءات المهنية داخل الجيش.

تأجيل تقاعد العناصر الحيوية

وأفاد مسؤولون عسكريون بأن المؤسسة اضطرت خلال الأشهر الماضية إلى تأجيل تقاعد عدد من العناصر الحيويين بسبب مواقعهم الحساسة، مؤكدين عدم وجود بدائل جاهزة لتعويضهم في ظل استمرار الاحتياجات العملياتية.

وتشير هذه التطورات إلى أزمة متصاعدة في الموارد البشرية، وتوترات مستمرة بشأن الرواتب وظروف الخدمة، ما يهدد فعالية الجيش في المدى القريب.

تكلفة مالية ضخمة للامتيازات

وكانت الزيادات التي منحها رئيس الأركان تهدف إلى تحسين معاشات الضباط الذين لم يستوفوا الحد الأدنى من سنوات الخدمة، حيث بدأت بنسبة 7% من الراتب الثابت، وتضاعفت لاحقًا لتصل إلى 15% لبعض الحالات.

وتُقدّر التكلفة السنوية لهذه الزيادات بمليار ونصف المليار شيكل، ورغم الانتقادات السابقة، إلا أن ضباط الجيش النظاميين الذين شاركوا في حرب 7 أكتوبر باتوا يحظون بتقدير واسع ومزايا مالية إضافية.