أنقرة تراجع موقفها بشأن المشاركة في قوة الاستقرار الدولية بغزة رغم الاعتراضات الإسرائيلية.
الرئيس التركي أردوغان يشدد على أهمية وقف إطلاق النار الدائم وإعادة الإعمار، ووزارة الدفاع التركية تؤكد أن الضمانات الدولية لوقف إطلاق النار غير الكافي ووصول المساعدات هي الأولوية.
موقف تركيا من قوة الاستقرار الدولية في غزة
تُقيّم تركيا حالياً إمكانية نشر قوات أمن ضمن قوة الاستقرار الدولية المزمعة في غزة، وسيتم اتخاذ القرار النهائي بعد انتهاء هذه التقييمات التي تجريها وزارة الدفاع التركية.
وتُعد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وسيطاً رئيسياً في مفاوضات وقف إطلاق النار، وقد كانت من الدول الموقعة على الاتفاق في مصر، وأبدت رغبتها في المشاركة بقوة تثبيت الاستقرار.
يأتي هذا في ظل اعتراضات إسرائيلية متكررة على وجود قوات تركية في غزة.
شروط تركيا للمشاركة
صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن أي مشاركة عسكرية تركية مرهونة بوجود تفويض واضح من مجلس الأمن الدولي.
وقد أكدت وزارة الدفاع التركية أن أهم ما تتوقعه أنقرة من قوة تثبيت الاستقرار الدولية هو أن تقدم ضمانات باستمرار وقف إطلاق النار الهش. كما ترى أنقرة أن مركز التنسيق المدني العسكري بقيادة الولايات المتحدة يجب أن يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، بما يتماشى مع القانون الدولي.
وتشدد تركيا على ضرورة إنهاء المعاناة والقتل في غزة بأسرع وقت، لكنها ترفض أي وصاية دولية على القطاع، مؤكدة أن قرارها سيبنى على طبيعة هذه القوة وتعريفها.
التداعيات الإنسانية والسياسية
أشار الرئيس أردوغان إلى أن الدمار الذي سببته الهجمات الإسرائيلية في غزة قد أعاد جهود التنمية في الأراضي الفلسطينية إلى الوراء بما لا يقل عن 70 عاماً.
كما أكد أن فقدان أكثر من 70 ألف طفل وامرأة وبالغ لا يمكن تعويضه. وشدد على ضرورة تسريع أنشطة المساعدات الإنسانية والبدء بأعمال إعادة الإعمار دون تأخير.
اتهامات الإبادة الجماعية
وصف أردوغان الهجمات الإسرائيلية في غزة بأنها "إبادة جماعية"، وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عنها.
وقد قدم أردوغان التهنئة لجنوب إفريقيا على موقفها الشجاع في رفع قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
جهود السلام وحل الدولتين
أكد أردوغان أن استمرار وقف إطلاق النار في غزة، الذي تحقق بمبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساهمات الدول الإقليمية، له أهمية قصوى للسلام العالمي. ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده لتحقيق حل الدولتين،
معتبراً أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما شدد على أن تركيا مستعدة للمساهمة في تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني