بيتكوين: 112,722.15 الدولار/ليرة تركية: 41.07 الدولار/ليرة سورية: 12,933.59 الدولار/دينار جزائري: 130.10 الدولار/جنيه مصري: 48.64 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

أبعاد عملية الكوماندوز الإسرائيلية في تل المانع.. جبل أسرار استخباراتية وبوابة التجسس على دمشق

أبعاد عملية الكوماندوز الإسرائيلية في تل المانع.. جبل أسرار استخباراتية وبوابة التجسس على دمشق

أكد مراسل وكالة ستيب نيوز المعلومات حول قيام قوات إسرائيلية، مساء أمس الأربعاء بعملية إنزال جوي قرب منطقة الكسوة بريف دمشق، والتي أثارت تساؤلات حول توقيت هذه العملية والرسائل التي تحملها، فيما كشفت مصادر عمّا تمثله هذه العملية وما فعلته فرق الكوماندوز خلال ساعتين في جبل المانع.

 

ماذا جرى قرب الكسوة بريف دمشق؟

نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش الإسرائيلي نفذت إنزالا جويا على منطقة استراتيجية مرتفعة جنوب غربي دمشق، ونفذت عملية استمرت ساعتين قبل أن تغادر المنطقة.

كما ذكرت وكالة "سانا" أن العملية جاءت بعد قصف تمهيدي عنيف بأكثر من 9 غارات، أدى لسقوط قتلى من قوات الجيش السوري خلال عملية تمشيط بالمنطقة وكشف أجهزة تجسس كانت متواجدة هناك.

مصادر متعددة وصفت الهدف بأنه موقع دفاع جوي سابق/ثكنة عسكرية جنوب دمشق قرب الحرجلة/دير علي، وأن العملية الميدانية اتخذت طابع “الإنزال والتمشيط/جمع الأدلة” أكثر من الاستيلاء على نقطة ثابتة، وبعض التقديرات تتحدث عن أربع مروحيات هبطت على ارتفاعات منخفضة وأن المظلات استُخدمت لإنزال أفراد كوماندوس لفترة وجيزة قبل الانسحاب.

لماذا جبل المانع؟

جبل المانع شكّل لعقود نقطة تحكّم ومراقبة ودفاع جوي على محور الجنوب الدمشقي، قريبًا من طرق ربط دمشق بالجنوب (السويداء–القنيطرة) وممرات يُشتبه باستخدامها لسنوات في نقل العتاد والمستشارين خلال تواجد إيران للمنطقة الجنوبية.

كما أن العملية تعد انتقالاً من نمط “القصف عن بُعد” إلى توغّل موضعي قصير ما يعني أن إسرائيل تبحث عن أصول حسّاسة لا تُدمَّر بالقصف (أجهزة، مخازن صغيرة، وسائط تشفير/اتصال، صناديق تسجيل، أقراص، خرائط) أو تريد توثيقًا مادّيًا يثبت وجود تجهيزات محددة قبل ضربها أو الإعلان عنها. هذا ما لمحَت إليه تغطيات أشارت إلى “أجهزة تنصّت ومراقبة” كدافع للهبوط والتمشيط.

كما أكد مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام عربية أن هدف العملية كان أجهزة تجسس كانت موجودة منذ سنوات.

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحّال، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز: "إن إسرائيل لا تثق بالحكومة السورية ولا بالضمانات التي تقدمها، وبالتالي تحاول من خلال عملاء أو التجسس أو التنصت إلى أن تتقرب من دوائر صنع القرار في دمشق ومراقبتها لمعرفة ماهية هذا الحكم وتحركاته".

ويوضح "رحّال" ان إسرائيل تعاملت مع كشف مواقع تجسسية في جبل المانع وقامت بمحاولة تدميرها قبل وصولها ليد القوات السورية، ولتتأكد من تفكيك كامل لما كان مخبّأ هناك جرت عملية الإنزال الجوي التي استمرت ساعتين.

ويؤكد أن إسرائيل تراقب المنطقة بكل تفاصيلها وتعرف أن هذه المنطقة استخدمت كنقطة تمركز لقوات إيرانية خلال سنوات وربما تركت هناك مستودعات أسلحة أو أجهزة استخباراتية ما.

ومن ناحية أخرى يرى خبراء أن التوقيت ربما لم يكن مصادفة، حيث تزامن مع إعلان انطلاق معرض دمشق الدولي الذي حظره الرئيس السوري وقسم كبير من المسؤولين في الحكومة، وبالتالي فإن التزامن كان بغرض " تفخيخ الميدان إعلاميًا وعسكريًا"، ودفع دمشق لإعادة تموضع حول العاصمة وإرهاق منظومات الحماية عبر توسيع “قوس الحذر” جنوب دمشق.

وبالوقت عينه فإن هذه المنطقة الاستراتيجية تلاصق ممرات تربط دمشق بالجنوب (السويداء/القنيطرة)، وضرب مواقع رصد ودفاع في هذا القوس يحدّ من قدرة دمشق على المراقبة والرد على امتداد خط جنوب غرب العاصمة–الجولان، ويتقاطع ذلك مع المعلومات التي تحدثت عن تزامن الحادثة مع عملية إنزال أخرى جرت في السويداء قامت بها مروحيات إسرائيلية، دون معرفة ما جرى إنزاله.

وسبق ونفذت المروحيات الإسرائيلية عدة عمليات إنزال في السويداء، ذكرت تقارير ومصادر متقاطعة انها كانت عمليات دعم لوجستي وعسكري للفصائل المحلية بالمحافظة.

وبات تعامل تلك الفصائل مع إسرائيل علنياً، حيث أشاد مؤخراً شيخ الموحدين الدروز، حكمت الهجري، بوقوف إسرائيل إلى جانبهم ودعمهم، فيما رفعت عدة مرات الأعلام الإسرائيلية في السويداء التي بات فريق منها يطالب بالانفصال عن سوريا بإقليم فيدرالي بعد عمليات العنف والانتهاكات التي جرت خلال أحداث المعركة بين الفصائل المحلية بالمحافظة وقوات حكومية.

المؤشرات التكتيكية للعملية

تقديرات إعلامية تشير إلى أن الإنزال استمر نحو ساعتين بين التحضير والتغطية النارية والتمشيط والانسحاب، وهو إطار زمني منطقي لبعثة “اقتحام–جمع–انسحاب” على هدف واحد أو عنقود أهداف قريبة.

كما أن الحديث عن أربع مروحيات يوحي بفريق كوماندوس محدود مع غطاء مُسيّرات ومقاتلات، أي عملية موضعية عالية الدقة وليست إنزالًا واسعًا.

إضافة لذلك فإن توصيف المكان كـ“قاعدة دفاع جوي سابقة” له دلالة مزدوجة، فإما تُستخدم اليوم لأغراض تخزين واتصال، أو أنها نقطة قابلة لإعادة التفعيل ونقل تجهيزات حساسة إليها تحت غطاء كونها “قديمة”، وهذا يفسّر اختيار الإنزال بدلًا من التدمير الشامل من الجو.

وحول ذلك يقول المحلل السياسي والاستراتيجي، محمود إبراهيم، لوكالة ستيب نيوز: "عن الضربات الإسرائيلية بهذا الموقع تعني الإجهاز على الفرقة 44 وتدمير مرابض الجيش السوري جنوب العاصمة، وفصل محور استناد جنوب العاصمة عن نقطة اتصال غباغب، باعتبارها رأس جسر الاتصال بين العاصمة والمنطقتين السهلية والجبلية في حوران".

ويشير إبراهيم إلى أن العملية ترافقت مع دخول مروحيات إسرائيليّة إلى منطقة السويداء السوريّة حيث وصل عددها 4 حسب مصادر سوريّة ولبنانيّة وعبريّة.

ويوضّح أن هذه المروحيات غالباً من نوع UH-60 "يانشوف" المخصّصة للنقل التكتيكي والإخلاء والإسناد، ترافقها مروحيات هجوميّة AH-64 "أباتشي" ويقتصر دورها على الترفيق الجوّيّ لا على الهبوط.

ويتابع: " تهدف هذه العملية إلى استبدال وحدات ميدانيّة معادية تالفة، أو تسليم حمولات خفيفة مثل أجهزة اتصال ونقل أموال، بهدف دفع أجور داخل الميليشيات العسكريّة الجديدة في السويداء".

رسائل وأبعاد جيواستراتيجية

من خلال هذه العملية تؤكد إسرائيل عمليًا أن محيط دمشق ليس خارج نمط العمليات الخاصة، وأنها قادرة على العمل هناك إذا توفّر هدف ذو قيمة استخبارية، واستخدام الإنزال يرفع سقف الردع النوعي، وليس فقط منع نقل السلاح أو تموضعه، بل نزع قدرات الرصد والقيادة والسيطرة قرب العاصمة.

من جانبها دمشق قد تكتفي بالرد دبلوماسياً من خلال بيانات التنديد والإدانة للتوغلات الإسرائيلية، لكن ذلك ما يزال من موقف ضعف وعدم قدرة على المناورة السياسية.

ويوصي الخبير محمود إبراهيم بضرورة إعادة تقييم التموضع العسكري بالمنطقة بعد هذه العملية، ويقول: "يجب إعادة توزيع القوى النظاميّة في الجنوب، وتطعيمها بوحدات خاصة قادرة على: (التخفي، والمناورة، والمراوحة بالمكان عند الضرورة".

كما يؤكد على ضرورة تأسيس فرقة خاصة ضمن الجيش السوري بعمليات السَّطع البري والمسيّر، قادرة على الاشتباك التصادفي والاشتباك مِن الحركة.

تصعيد إسرائيلي محسوب

بعد ساعات من العملية، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع شيخ عقل الموحدين الدروز في الجولان، موفق طريف وغرفة عمليات التنسيق الدرزية مع السويداء.

ويرجّح خبراء أنه جرى تواصل مع غرفة العمليات العسكرية في السويداء التي يقودها الشيخ حكمت الهجري، لتأكيد إسرائيل على دورها بحماية المكون الدرزي وضمان أمنه.

ويأتي هذا التطور تزامناً مع الحديث عن إمكانية عقد اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل يخص المنطقة الجنوبية تحديداً، إلا أن سلّة الشروط الإسرائيلية لاقت رفضاً سورياً، لتأتي العملية وتوحي بأن إسرائيل ماضية بتطبيق سياستها الأمنية من خلال نزع سلاح الجنوب السوري ومنع تمركز القوات الحكومية هناك، واستمرار دعم الدروز.

وفي خضم هذه التطورات تبقى المفاوضات في الغرف المغلقة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية أمريكية وربما تفضي بالنهاية لاتفاق أمني جديد، إلا أن ملف السويداء بات يأخذ اتجاهاً آخر بعد الحديث عن مطالب بالانفصال الفيدرالي، رغم أن تل أبيب تواصل استخدامه كورقة ضغط على دمشق، ويبقى السؤال مفتوحاً هل تحصل إسرائيل على ضماناتها من سوريا وتترك ملف السويداء أم ستواصل الضغط ميدانياً لإضعاف الحكومة السورية سياسياً وعسكرياً وبقاء ملفاتها متشابكة؟

المقال التالي المقال السابق
0