مآل هذه الأوضاع لا يبشر بأمل الحفاظ على وحدة الدولة العراقية دينيس كوركودينوفإن السعي لفدرلة (فيدرالية) العراق في المدى المنظور، والهدف من هذا المشروع لا يتعلق بحل التعارضات العرقية والدينية، بل يتعلق بتهيئة الظروف الموضوعية لـ"إدارة الفوضى الخلاقة".من وجهات نظر خبراء أمريكيين وسعوديين بخصوص مشروع فدرلة العراق يسمح بالمحافظة على علاقات متينة مع الأكراد ومنح محافظة الأنبار الحق في الحكم الذاتي سيحاصر التأثير الإيراني عبر الحدود السورية.أما العلاقة بين بغداد وموسكو فلها وجه آخر، حيث تنوي روسيا تقوية القدرة العسكرية للعراق عن طريق تقديم مساعدات واستثمارات مهمة، وقد عبر عن هذا الموقف عدة مرات وزير الخارجية الروسي لافروف. حيث يراهن الكرملين على القيادة العراقية تحديد خيارها لصالح التعاون مع روسيا، لما له من أهمية في ظل تغير إدارة البيت الأبيض التي تهدف إلى التدخل عسكرياً مرة أخرى في العراق.على ما يبدو فإن الحكومة الرسمية في بغداد تظهر رغبة عالية في تعميق الحوار البناء مع موسكو بهدف الخروج من الأزمة الإجتماعية-الإقتصادية والسياسية العالقة. والدافع الرئيسي لتطوير العلاقات الثنائية بالإضافة إلى ما تم ذكره أعلاه هو تأثير جائحة كورونا، وقد سجل العراق نقاط ضعف عديدة بهذا الخصوص، ويؤكد العديد من الخبراء في ظل العجز الاقتصادي والسياسي لبغداد، فالبلد مهددة ككل بالانهيار في 2021 وعدم دخولها لعصر "ما بعد كورونا".في هذه الظروف العراق بأمس الحاجة لتمتين العلاقات مع روسيا، المنقذ الرئيسي لإنقاذ الدولة العراقية. العراق على مفترق طرق
دينيس كوركودينوف (Denis Korkodino): خبير وباحث سياسي روسي