الشأن السوريسلايد رئيسي

بيان مثير للجدل في درعا يطرح حلاً قد يعمم على سوريا ويعجب الأكراد

تستمر الأوضاع بدرعا متوترة أمنياً في ظل تصعيد النظام السوري والميليشيات التابعة له، تخللها بيان مثير للجدل، ورسالة عسكرية من الميليشيات الإيرانية للجان درعا والوفود الروسية.

بيان مثير للجدل في درعا

نقل ناشطون في درعا، مساء أمس السبت، بياناً موقعاً باسم عشائر حوران، تحدث عن طرح حلٍ جديد في المحافظة وصفه النظام السوري عبر وسائل إعلامه بالحركة الانفصالية.

882021 4 1

وجاء في البيان “كلنا نعرف أن الظروف ازدادت سوءاً والفساد استشرى ليزاحم الناس في أرزاقهم ويجعل أملاكهم مستباحة، فهاجر التاجر والصناعي هرباً من تعسف السلطة وبطشها بعد أن أنهكهم جشع المتنفذين و المهيمنين على مفاصل البلاد و مواردها و خيراتها دون أن يستثني الفساد من أيد السلطة ووقف إلى جانبها فما بالكم بمن واجهها وثار ضدها”.

وأضاف: “إن زمن الأنظمة المركزية قد ولى إلى غير رجعة، فالفرق شاسع بين الحكم و الإدارة، فمن يحكم البلاد ويسيطر على جيشها و علاقاتها الخارجية قد لا يستطيع بالضرورة إدارتها بشكل سليم دون عملية ديمقراطية لا مركزية تختار فيها المحافظات و البلديات ممثليها و تحاسبهم من خلال الشفافية والعمل المؤسساتي الصحيح، وهو حال جميع الأنظمة المتقدمة في العالم، فمن يحكم في العالم لا يدير وإنما تترك القضايا الإدارية للسكان وممثليهم المحليين”.

حكم لا مركزي وليس استقلال فيدرالي

وأكد البيان أنّ تجربة أهل درعا قبل عودة النظام إليها أثبتت أن إدارة السكان لمناطقهم قادت إلى تنمية وعدالة أفضل وأعم، وأكدت هذه التجربة بأن انتخاب السكان لممثليهم بشكل مباشر وشفاف تؤدي الى نتائج إيجابية وتقود لمحاسبة الفاسدين ومكافأة أصحاب الإنجاز.

وشدد “عشائر حوران” من خلال البيان على أن الزمن الذي كانوا يقبلون فيه بإدارة الفاسدين قد ولى مؤكدين أن حوران كأخواتها من المحافظات السورية، “قبلة لكل الأحرار في سوريا من الساحل الى الداخل، ولن تتراجع عن حقها وحقهم في الحرية والديمقراطية حتى يعم فرح النصر في أرجاء البلاد”، بحسب ما جاء بالبيان.

وجدد البيان تأكيد أهل درعا على رفض الطائفية والإرهاب والفاسدين على حدٍ سواء وأحقية كل من لم تتلطخ أيديه بالدماء بالعيش بحرية وكرامة، وتأكيد الثقة بالقرارات الدولية لا سيما القرار 2254.

وختم البيان بالقول:” إننا أبناء حوران نسعى لأن تكون سورية لكل السوريين، دولة مدنية وديمقراطية يمارس الجميع فيها حرياتهم المنصوص عليها ضمن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ويؤدي كل منا واجبه لنبني وطناً لأبنائنا لا مزارعاً مافيوية كما يريد النظام الحاكم”.

اتهامات “بالانفصالية”

ورغم أن البيان حمل لغة سياسية واعية بحسب مراقبون، إلا أنّ عدداً من وجهاء وأعيان المحافظة ومن أعضاء اللجان المركزية التي تمثل المعارضة بدرعا تنصل منه معتبراً أنه صدر عن جهة غير واضحة، بالمقابل فقد أكد ناشطون على أن البيان صدر من وجهاء وأعيان بدرعا كحل يمكن أن يعمم على التراب السوري كاملاً في المستقبل القريب.

وبدوره اعتبر النظام السوري عبر وسائل إعلام موالية له بأن ما طرح على لسان وجهاء درعا يعتبر دعوات لحكم انفصالي كما يجري في شمال شرق سوريا، وهو يشجع على ذلك، رغم نفي البيان ذلك تماماً وفق النص الذي ورد فيه.

اقرأ أيضاً : فشل مفاوضات درعا.. عشائر حوران يقدمون مطالب جريئة والنظام يجهز ميليشيات شيعية للمعركة (فيديو)

رسالة عسكرية لروسيا ووفود درعا

وتزامناً مع بيان عشائر درعا فقد كان من المقرر أن يجري اجتماع يضم وفود اللجان المركزية بدرعا مع وفد روسي وآخر يمثل اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري بدرعا لإيجاد حل ينهي الحملة العسكرية التي ينوي النظام شنّها بدرعا.

إلا أنّ مصادر تحدثت عن تأجيل الاجتماع إلى ظهر اليوم، وفي ذلك الوقت قامت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها بقصف منزل أحد أعضاء اللجنة المركزية بدرعا البلد ويدعى “أبو شريف محاميد”، وتحدثت المصادر أنّ منزل المحاميد كان من المفترض إجراء جلسة مع الوفد الروسي فيه.

وذكر ناشطو درعا أن الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية التي تتعنت بالحل العسكري بدرعا وجهت من خلال قصف منزل المحاميد رسالة برفضها المقترحات التي تقدمها روسيا ولجان درعا بهدف الوصول لحل سلمي.

وعقب القصف على منزل المحاميد جرت اشتباكات عنيفة منتصف الليل بين مجموعات الفرقة الرابعة بقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية مع مقاتلي درعا في محاولة لاقتحام أحياء درعا البلد رغم الوعود الروسية بفرض التهدئة ووقف إطلاق النار.

وتبقى المحافظة الجنوبية تنتظر نتائج المفاوضات التي يقودها لجان ممثلة عن مدنها وقراها مع الجانب الروسي والنظام السوري في محاولة لمنع فرض سيطرة النظام السوري بقبضته الأمنية ووصول الميليشيات الإيرانية لهناك.

بيان مثير للجدل في درعا يطرح حلاً قد يعمم على سوريا ويعجب الأكراد
بيان مثير للجدل في درعا يطرح حلاً قد يعمم على سوريا ويعجب الأكراد

اقرأ أيضاً : لماذا تريد إيران السيطرة على حوران وما الموقف الروسي تجاه ذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى