علوم وتكنلوجيا

“صفقة اليمامة” أضخم صفقات الأسلحة على الإطلاق… من طرفاها وماذا ضمت؟!

تُعرف “صفقة اليمامة” على أنّها الصفقة التي تمّ ضمن إطارها إتمام سلسلة صفقات شراءٍ أسلحةٍ تعدّ من الأضخم على الإطلاق، قد بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، وكان طرفاها هما الطرف المُورّد ممثلاً بالمملكة المتحدة، أما الطرف المستورد فتمثل بالمملكة العربية السعودية، وقد تمّت على أساس مقايضة الأسلحة البريطانية بالنفط الخام السعودي، بحيث يتمّ تحويل 600،000 برميلٍ من النفط الخام بشكلٍ يومي لحكومة المملكة المتحدة.

الصفقة بإدارة “شركة الطيران البريطانية”

وأدارت “شركة الطيران البريطانية” عمليات البيع كموردٍ رئيسي للصفقة التي تمّت أول عملية بيعٍ خاصّةٍ بها في شهر أيلول / سبتمبر من العام 1985 م، واتخذت شهرتها نظراً لكمّ الرشاوي الضخمة والعمولات التي دُفعت بسببها، وتضمنت الصفقة عقداً بشراء 72 مقاتلةً من نوع “يورو فايتر” من طراز “تايفون” المصنّعة من قبل شركة “بي آي أي سيستمز” المتخصصة في صناعة الأسلحة، وبلغت قيمة الصفقة حينها (8.84) مليار دولار أمريكي، مع خيار شراء طائراتٍ إضافية وعقود صيانةٍ وصل بموجبها إجمالي العقد إلى  43 مليار دولار أمريكي.

من أضخم صفقات الأسلحة في العالم.. “اليمامة” الصفقة التي جعلت بريطانيا ترشي مسؤولين من السعودية

المراحل التي مرّت بها صفقة اليمامة

وفي 1986 م، وقّع وزير الدفاع البريطاني آنذاك، مايكل هيزلتاين ، مع المملكة العربية السعودية ، المرحلة الأولى من “صفقة اليمامة”، والتي نصّت حينها على تزويد السعودية بـ 102 طائرة من نوعي “تورنيدو” و”هوك” الحربية (72 طائرة تورنيدو، و30 طائرة هوك)، فضلاً عن تقديم الدعم الفني والصيانة المتعلّقة بها، بالإضافة إلى إنشاء قاعدةٍ عسكرية ضخمة لهذه الطائرات في المملكة العربية السعودية، وقد بلغت قيمة الصفقة نحو 43 مليار جنيه إسترليني أي (56 مليار دولار أمريكي).

وفي عام 1988 م، تمّ الكشف عن توقيع اتفاقيةٍ إضافية خاصة بـ “صفقة اليمامة”، ولم تبدأ شحنات طائرات “بي أيه أي سيستمز” إلى المملكة العربية السعودية إلا في عام 1989 م، وبعدها بعامين، حلّقت للمرة الأولى طائرات “تورنيدو” التابعة للسعودية في أجواء المملكة إلى جانب مثيلاتها من ذات النوع التابعات لسلاح الجو الملكي البريطاني، وذلك خلال حرب الخليج الأولى.

هل تصورت شكل “حروب المستقبل” كيف ستكون وماذا سيستخدم فيها من أسلحة؟

تفاصيل الصفقة طي الكتمان من قبل الطرفين

ومع بقاء تفاصيل الصفقة طي الكتمان من قبل الطرفين، نشرت صحيفة “الإندبندنت البريطانية” مقالاً في شهر أيار/ مايو 2004، جاء فيه أنّ صفقة اليمامة تمّت بمساعدة حسابٍ مصرفي سرّي كان بمثابة القناة التي يتمّ من خلالها دفع الرشاوى، وأنّ وزارة الدفاع البريطانية بدأت تحقيقاتٍ خاصّة في دفع الشركة البريطانية (بي أيه أي سيستمز) أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني أثناء تنفيذ صفقة اليمامة.

التحقيقات تجبر الشركة البريطانية على الاعتراف

وعلى ضوء التحقيقات والضغوطات التي مورست على الشركة البريطانية، اعترفت في شهر نوفمبر من العام 2005 أنّها قدمت “خدمات ثانوية” لمسؤولين سعوديين، معتبرةً أن ذلك ليس مخالفاً للقانون، وذلك في خطابٍ توجهت به إلى مكتب مكافحة الفساد، الذي كان يحقّق في إمكانية تلقي رشاوى في “صفقة اليمامة”.

دخول شركات منافسة على الخط

وأتاحت التساؤلات التي أثيرت حول الصفقة لشركاتٍ منافسةٍ للشركة البريطانية للدخول على الخط،  فبعد ذلك بعامين، أعلنت شركة “داسو” الفرنسية للصناعات العسكرية، التي تصنّع طائرات حربية تنافس المقاتلة البريطانية “يوروفايتر”، أنّها تفاوض على بيع أسلحة لشركة “آرا” السعودية.

بريطانيا تعلن إيقاف التحقيقات المتعلقة بـ “صفقة اليمامة”

وفي وقتٍ لاحقٍ، تم الإعلان عن إيقاف التحقيقات المتعلقة في “صفقة اليمامة”، وذلك بقرارٍ من الحكومة البريطانية، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أنه أمر بذلك حتى لا تتضرر علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية، لأن هذه العلاقة مهمة للغاية في مجال الحرب على الإرهاب ومكافحته، وحتى لا تفقد بريطانيا آلاف الوظائف، وفقاً لوسائل إعلامٍ بريطانية.

"صفقة اليمامة" أضخم صفقات الأسلحة على الإطلاق... من طرفاها وماذا ضمت؟!
“صفقة اليمامة” أضخم صفقات الأسلحة على الإطلاق… من طرفاها وماذا ضمت؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى