بيتكوين: 112,549.15 الدولار/ليرة تركية: 41.40 الدولار/ليرة سورية: 13,088.21 الدولار/دينار جزائري: 129.47 الدولار/جنيه مصري: 48.19 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

مقاتلات F-35 على طاولة ترامب وأردوغان مجدداً.. تركيا تصرّ عليها ليس لقوتها وخبير يكشف السبب

مقاتلات F-35 على طاولة ترامب وأردوغان مجدداً.. تركيا تصرّ عليها ليس لقوتها وخبير يكشف السبب

مع كل زيارة يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة، تعود قضية مقاتلات F-35 إلى الواجهة، فبعد إخراج أنقرة من برنامج التصنيع عام 2019 على خلفية شراء منظومة S-400 الروسية، يصرّ أردوغان اليوم على إعادة فتح الملف في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والإصرار التركي لا يبدو محكوماً بالحاجة العسكرية فقط، بل يتجاوزها إلى لعبة سياسية أعقد، حيث تتحول الطائرة إلى ورقة مساومة بين أنقرة وواشنطن في ملفات إقليمية ودولية متشابكة.

لماذا يصرّ أردوغان على ملف الـF-35 رغم امتلاك تركيا بدائل؟

تاريخياً، شاركت تركيا في برنامج الـF-35 منذ بداياته، واستثمرت في سلاسل التوريد التي شملت شركات محلية، ما منحها وزناً صناعياً واستراتيجياً، لكن أزمة شراء منظومة S-400 الروسية دفعت واشنطن إلى إبعاد أنقرة من البرنامج، ورغم ذلك، لم تتوقف تركيا عن الضغط لإعادة الملف إلى الطاولة.

في هذا السياق، يرى الخبير بالشأن التركي الدكتور مهند حافظ أوغلو، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز أن الإصرار التركي ليس بدافع الحاجة العسكرية المباشرة.

ويقول: " ملف الـF-35 هو ملف للتفاوض، وليست تركيا بحاجة ماسّة إليه فلديها البدائل: هناك مقاتلة "كآن"، وهناك الكثير من المقاتلات محلية الصنع، وبإمكانها أن تحصل على أسلحة روسية أو غيرها. بناءً على ذلك، هو ملف تفاوضي بامتياز، ولا يمكن أن أعتبره ملفاً يجب أن يُحل بسرعة، ولا يجب أن يكون هناك انتصار لطرف على طرف في هذا الملف. إنه ملف تفاوضي قبل أي شيء".

والـF-35 طائرة تفوق تقني (تخفيت، حزم استشعار متقدمة، قدرات شَبَكية)، وستمنح سلاح الجو التركي قفزة نوعية في القدرة القتالية والردع الإقليمي، وهذه ميزة استراتيجية أمام التحديات في سوريا، وشرق البحر المتوسط، والقوقاز.

ماذا لو فشلت تركيا في العودة للبرنامج؟

فشل تركيا في استعادة الـF-35 لن يعني انهيار سلاحها الجوي، فأنقرة تعمل منذ سنوات على تطوير مشروع المقاتلة الوطنية كآن، إضافة إلى النجاحات التي حققتها في مجال الطائرات المسيّرة والصناعات الدفاعية البحرية والبرية.

ويضيف د. أوغلو: "حتى لو لم تحصل تركيا على الـF-35، فإنها تملك البدائل الجاهزة. التجربة مع المسيرات أوضحت كيف تمكنت الصناعات التركية من قلب موازين القوى. وبالتالي فإن الحديث عن خسارة عسكرية محضة غير دقيق، فتركيا تجاوزت هذه المرحلة".

من جانبها واشنطن قد تطلب خطوات ملموسة تثبت أن الـS-400 لن يمثل تهديداً للاطلاع على بيانات الـF-35، أو آليات رقابة ومراقبة على استخدام أي طائرات أو بيانات تقنية، وربما قيوداً على تشغيلها بالقرب من منظومات روسية، مقابل العودة للصفقة.

هل تتحول الـF-35 إلى ورقة مساومة سياسية؟

منذ أزمة الـS-400، أصبح ملف الطائرات عنصراً ثابتاً على طاولة المساومات بين أنقرة وواشنطن، فواشنطن تستعمله لإيصال رسائل بأن تركيا "حليف غير موثوق"، بينما تحاول أنقرة قلب الطاولة وإظهار أن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين عبر تعزيز قدرات إسرائيل واليونان مقابل إضعاف حليف أطلسي مهم.

كما يوضح د. أوغلو: "إصرار أنقرة على التفاوض حول الـF-35 يرتبط بإثبات أن الولايات المتحدة ليست حليفاً حقيقياً. واشنطن تقوي شوكة إسرائيل واليونان، لكنها تضعف حليفتها في الناتو على حساب حلفاء آخرين سواء كانوا في الناتو أو خارجه. بناءً على ذلك، فإن هذه المنظومة ليست هدفاً عسكرياً مباشراً، وإنما وسيلة لإثبات أن الولايات المتحدة ذات معايير مزدوجة".

ورغم تلك الفجوة فإن إدارة ترامب قد توافق على صفقة إف-16 أو شراء طائرات أميركية مع تسهيلات صناعية، وتبقى مسألة الـF-35 تحت بنود فنية-سياسية دقيقة وإعلان تفاوض لكن نتائجه مشروطة.

 لماذا تتشدد الولايات المتحدة في الرفض؟

رفض واشنطن تسليم الطائرات لأنقرة يقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية، هي الخشية من تسرب أسرار الـF-35 إلى روسيا بسبب وجود الـS-400 في تركيا، والضغوط التشريعية من الكونغرس، وأخيراً مخاوف من اختلال ميزان القوى مع حلفاء آخرين في المنطقة مثل إسرائيل واليونان.

لكن من زاوية الخبير التركي، البعد الأمني ليس إلا غطاءً سياسياً، حيث يقول: "الأمور ليست تقنية بحتة. واشنطن تريد أن تقول لأنقرة: أنا أفضّل بعض الحلفاء على آخرين. أما تركيا فتردّ: إذا حصلت على الـF-35 فهذا جيد، وإن لم أحصل عليها فلي بدائل. الأهم أن الولايات المتحدة بحاجة لتركيا في ملفات إقليمية ودولية كثيرة".

ويضيف: "الملف يبقى مفتوحاً للتفاوض والضغط على واشنطن من خلال مقايضات في ملفات أخرى: سواء في سوريا، أو في العلاقات مع إسرائيل، أو في الملف الروسي–الأوكراني والدور الذي تلعبه تركيا، أو ملفات كثيرة متعددة تحتاج واشنطن فيها إلى أنقرة".

وحسب الخبير فإذا لم تُلغَ المخاوف الأمنية أو لا يُقدَّم حل تقني مقنع، فتركيا قد تستمر في تعزيز بدائلها مثل مشتريات روسية أو تطوير محلي أسرع.

ما أثر هذه المفاوضات على التوازنات الإقليمية؟

ملف الـF-35 لا يقف عند حدود الثنائية التركية–الأميركية، بل يمتد إلى التوازنات الإقليمية، فامتلاك اليونان وإسرائيل للمقاتلات يعزز مكانتهما في مواجهة أنقرة، فيما يشكّل حرمان تركيا منها محاولة لتقييد نفوذها الإقليمي، لكن في المقابل، تعوّل أنقرة على صناعاتها الدفاعية وموقعها الجيوسياسي لقلب المعادلة.

ويشير د. أوغلو إلى أن هذا الدور تجلى بوضوح في نزاعات مثل أذربيجان وأرمينيا ويقول: "خلال ثلاثة عقود لم تُحل الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان، لكن بدعم تركي حُسمت الأمور خلال ثلاثة أسابيع. السبب كان الثقل العسكري والصناعات الدفاعية التركية، وهذا ما يجعل الولايات المتحدة والدول الأخرى تحسب حساب تركيا، سواء كحليف أو كخصم".

ويضيف: " نحن نتحدث عن ملف تفاوضي وتسجيل نقاط متبادلة، وليس عن حاجة تقنية عاجلة. أنقرة أدركت منذ سنوات طويلة أن الغرب لن يعطيها ما تريد، ولذلك قررت أن تقلع شوكها بيدها، وأن تستقل في صناعتها الدفاعية، وهكذا، تحوّل ملف الـF-35 إلى أداة ضمن لعبة التوازنات الدولية، حيث لكل طرف أوراقه وتحالفاته".

ويتضح أن ملف الـF-35 بالنسبة لأنقرة ليس مجرد صفقة تسليح عالقة، بل ورقة تفاوضية متعددة الأبعاد، فأردوغان يوظفها لإبراز موقع تركيا الاستراتيجي داخل الناتو وخارجه، بينما تسعى واشنطن إلى إبقاء الملف ورقة ضغط لانتزاع تنازلات. وما بين الإصرار التركي والتردد الأميركي، تتحول الطائرة الشبح إلى رمز للعبة أوسع من السلاح ذاته، عنوانها لعبة توازنات وتحالفات إقليمية ودولية، تُدار بأدوات عسكرية لكن جوهرها سياسي بامتياز.

 

شاهد أيضاً:

 

إعداد: جهاد عبد الله - ستيب نيوز

المقال التالي المقال السابق
0