في أول تعليق له على الجدل الذي أثاره فيديو مسرب من حفل زفاف ابنته، كتب مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني على منصة "إكس" باللغة العبرية عبارة: "أيها الأوغاد.. ما زلت حياً"، في رسالة اعتبرها كثيرون موجهة إلى إسرائيل، التي يُعتقد أنها وراء تسريب المقطع المصور.
عبارة مقتبسة من فيلم "بابيون"
شمخاني اقتبس عبارته من فيلم "بابيون" (1973)، الذي يروي قصة سجين مظلوم تمكن من الفرار من سجنه، ليقول في النهاية: "أيها الأوغاد.. ما زلت حياً"، وقد كرر شمخاني هذه العبارة خلال مراسم تشييع قائد عسكري، قائلاً: "ردي على الجدل الأخير هو نفسه الرد السابق".
خلفية التسريب وردود الفعل
الفيديو الذي أثار الجدل يعود إلى زفاف ابنته فاطمة شمخاني، الذي أقيم في أحد فنادق طهران الفاخرة في ربيع 2024.
ورغم أن المناسبة كانت خاصة ونسائية بالكامل، إلا أن المقطع أُعيد نشره مؤخرًا عبر حسابات يُعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل، وأخرى تابعة للتيار الملكي المعارض.
وأثار الفيديو موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الإيرانيون عن ازدواجية المعايير في تطبيق قوانين الحجاب واللباس المحافظ، خاصة أن الحفل أظهر مظاهر بذخ لا تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد.
اتهامات متبادلة ورسائل مشفرة
حساب مزعوم تابع للموساد بالفارسية على "إكس" نشر مشاهد من الزفاف، مرفقًا بـ"تهنئة متأخرة" لابنة شمخاني، ما زاد من التكهنات حول تورط جهات استخباراتية في التسريب.
وشمخاني كان قد استخدم نفس العبارة "ما زلت حياً" سابقًا، بعد نجاته من غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في طهران خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي.
انتقادات داخلية متصاعدة
وانتقد العديد من الإيرانيين ما وصفوه بـ"رياء المسؤولين"، حيث يُطلب من المواطنين التقشف والالتزام بالقوانين الصارمة، بينما يُظهر الفيديو نمط حياة مختلفًا تمامًا لعائلات النخبة السياسية.
وكما أشار البعض إلى أن أبناء شمخاني ينشطون في المجال الاقتصادي، وتملك عائلته شركات متهمة بالالتفاف على العقوبات وبيع النفط الإيراني.
في ظل هذه التطورات، يبقى الجدل حول الفيديو المسرب جزءًا من صراع داخلي وخارجي يعكس التوترات السياسية والاجتماعية في إيران، وسط اتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة، وتلميحات إلى تدخلات خارجية.