رصد علماء الفلك توهّجاً غامضاً لأشعة “غاما” ينبعث من قلب مجرّة درب التبانة، ما قد يمثّل مفتاحاً لفهم أحد أكبر ألغاز الكون المتعلقة بـ”المادة المظلمة”.
وأظهرت القياسات الفلكية الحديثة أنّ هذا التوهّج المنتشر قد يكون ناجماً إمّا عن تصادم جسيمات المادة المظلمة، أو عن النجوم النيوترونية سريعة الدوران التي تُعرف بـ”النبّاضات”.
وأوضح البروفيسور جوزيف سيلك، أحد أبرز الباحثين في هذا المجال، أنّ “المادة المظلمة تهيمن على الكون وتتحكم في مصير المجرات، لذلك فإنّ رصد أي دليل على وجودها يشكّل أولوية قصوى لفهم طبيعة الكون وبنيته”.
ووفقاً للعلماء، فقد تمكنت فرق البحث من إعداد خرائط تفصيلية لتوزّع المادة المظلمة داخل مجرّة درب التبانة، تشير إلى أنّ المناطق المركزية منها شهدت قبل مليارات السنين تجمعاً كثيفاً لجسيمات المادة المظلمة، ما رفع احتمال تصادمها وإنتاجها لأشعة “غاما” التي يتم رصدها حالياً.
ويرى العلماء أنّ تأكيد ارتباط هذا التوهّج بالمادة المظلمة قد يكون بمثابة أول اكتشاف ملموس لهذه المادة الغامضة التي تشكّل النسبة الأكبر من كتلة الكون، رغم أنّها غير مرئية بشكل مباشر