يبدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي اليوم أولى أيامه خلف القضبان في سجن "لاسانتي" الشهير بظروفه القاسية، في تجربة توصف بأنها صدمة نفسية وجسدية لمن اعتاد حياة الرفاهية والسلطة، وفقًا لتقرير موقع ميديا بارت الفرنسي.
يصف التقرير سجن لاسانتي بأنه مكان صعب حتى على أكثر الناس صلابة، حيث لا تتجاوز مساحة الزنزانة 9 أمتار مربعة، تضم مرحاضًا ودشًا وموقدًا كهربائيًا وهاتفًا جداريًا. وبرغم تجديد السجن بين عامي 2014 و2019، فإن الزنازين تظل مغلقة على نزلائها في عزلة خانقة.
ويرجح التقرير أن يُوضع ساركوزي في قسم الأشخاص المعرّضين للخطر (QB4) أو في قسم العزل، لحمايته من الاحتكاك ببقية السجناء. هذه الأقسام تضم عادةً شخصيات من خلفيات أمنية وسياسية، إلى جانب ضباط شرطة وعسكريين ومسؤولين سابقين مثل كلود غيان وباتريك بالكاني.
ويشير الموقع إلى أن الحياة اليومية داخل السجن محكومة بروتين صارم، يخلو من أي استقلالية، إذ يجب تسجيل كل طلب أو حركة مسبقًا، حتى الاتصال الهاتفي الذي يتطلب إذنًا كتابيًا مسبقًا، ولا يُسمح بأكثر من 20 رقمًا للاتصال بهم. أما الزيارات العائلية فمحددة بـ ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة 45 دقيقة فقط.
ويصف سجناء سابقون من أصحاب المناصب الرفيعة التجربة بأنها أشد ما تكون في الليلة الأولى، حين يُغلق باب الزنزانة لأول مرة، لتبدأ مرحلة من الصمت الصادم والضجيج الليلي الذي يعكر النوم، فضلًا عن الصدمة النفسية الحادة الناتجة عن الانتقال المفاجئ من حياة الراحة إلى واقع السجن القاسي.
ووفقًا لميديا بارت، فإن حتى التفاصيل البسيطة داخل السجن – من تفتيش الحقائب ومنع بعض الأغراض الشخصية إلى إجراءات الدخول المرهقة – تترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على السجين الجديد. كما تعاني الزنازين من الاكتظاظ والصراصير، ما يزيد من قسوة التجربة.
ويخلص التقرير إلى أن سجن لاسانتي سيكون صدمة حقيقية لنيكولا ساركوزي، الذي يترك عالم النفوذ والترف ليبدأ حياة جديدة خلف الجدران، تتخللها العزلة والروتين والصرامة اليومية.