عاد كيريل دميترييف، أحد أبرز المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء ما وُصف بـ "محادثات رسمية" مع مسؤولين أمريكيين، وفق ما نقلته شبكة سي إن إن.
وتأتي الزيارة بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين، إلى جانب إلغاء القمة المقررة مع بوتين ومطالبته بوقف إطلاق النار في أوكرانيا — ما جعل عودة دميترييف تثير تساؤلات حول مغزى التوقيت والرسائل المتبادلة بين الطرفين.
من هو كيريل دميترييف؟
يُعد دميترييف مهندس الخطوط الخلفية للعلاقات الروسية–الأمريكية منذ سنوات، وهو خريج جامعة هارفارد ويترأس صندوق الثروة السيادية الروسي (RDIF).
ورغم إدراجه على القائمة السوداء الأمريكية عام 2022 باعتباره “شريكًا مقربًا من بوتين”، فقد حصل على تأشيرة خاصة سمحت له بدخول الولايات المتحدة، في خطوة وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها “استثنائية”.
ويُذكر أن دميترييف كان أحد العقول التي دفعت سابقًا نحو فكرة “النفق الاقتصادي” بين ترامب وبوتين، وهو مشروع رمزي كان يُنظر إليه كجسر للتقارب بين موسكو وواشنطن قبل أن تنهار العلاقات بسبب الحرب الأوكرانية.
الهدف: إعادة ضبط العلاقات؟
تُعد زيارة دميترييف إلى واشنطن هي الثانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتُقدَّم رسميًا على أنها جزء من “المناقشات الجارية لإعادة ضبط العلاقات الثنائية”.
غير أن مراقبين يرون أن الخطوة قد تمثل بداية فصل جديد من التفاهمات بين واشنطن وموسكو، خصوصًا في ظل تبدّل الأولويات الأمريكية بعد تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وملف غزة.
رغم أن تفاصيل المحادثات لم تُعلن رسميًا، فإن عودة دميترييف إلى واشنطن بعد عقوبات غير مسبوقة تشير إلى أن الحوار بين واشنطن وموسكو لم يُغلق بعد، بل ربما ينتقل إلى مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا — تجمع بين الضغط والتفاوض في آن واحد.