أعرب قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن أسفه للأحداث التي شهدتها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكداً أن الحرب "فُرضت علينا"، لكنه وعد بأن المدينة "ستكون برداً وسلاماً على أهلها"، معلناً فتح صفحة جديدة من السلم بعد السيطرة على المدينة.
تصريحات حميدتي: من الحرب إلى السلم
في كلمة نقلتها وسائل الإعلام، قال حميدتي: "نأسف لأحداث الفاشر، لكن الحرب فرضت علينا، والفاشر لم تكن آمنة، وستكون برداً وسلاماً على أهلها".
وأضاف: "طوينا صفحة الحرب في مدينة الفاشر، ونفتح الآن صفحة السلم"، معتبراً أن تحرير المدينة يمثل "نقطة تحول لوحدة السودان، سلماً أو حرباً".
كما أعلن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن تفاصيل الأحداث، مؤكداً السماح بحركة المدنيين داخل المدينة بشكل كامل لتسهيل عودة الحياة الطبيعية.
انتقادات حقوقية ومطالبات دولية
في المقابل، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن "بالغ قلقها" إزاء التطورات الأخيرة في السودان، مستنكرة الانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي رافقت هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
ودعت المنظمة، التي تضم 57 دولة، إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات دون عوائق، مشددة على أهمية احترام إعلان جدة الموقع في مايو 2023، معتبرة أن الحوار هو السبيل الوحيد لحماية أرواح المدنيين وصون وحدة السودان.
السيطرة على الفرقة السادسة
وكانت قوات "الدعم السريع" قد أعلنت، الأحد الماضي، السيطرة على الفرقة السادسة في مدينة الفاشر بعد معارك وصفتها بـ"الحاسمة" ضد الجيش السوداني.
وفي بيان لها، قالت إن قواتها "دكّت آخر حصون جيش الحركة الإسلامية"، وألحقت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، معتبرة أن هذا الإنجاز يرسم ملامح "الدولة الجديدة" التي يتشارك السودانيون في بنائها.
مأساة إنسانية في دارفور
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف ونزح الملايين، فيما تعرضت مدينة الفاشر لدمار واسع جراء القصف.
وتُقدّر الأمم المتحدة أن نحو نصف المدنيين المحاصرين في المدينة، والبالغ عددهم 260 ألف شخص، هم من الأطفال، وقد انقطعت عنهم

المساعدات الخارجية بشكل شبه كامل.
