في خطوة تعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الكاريبي، أعلنت حكومة ترينيداد وتوباغو، يوم الجمعة، وضع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، واستدعت جميع الجنود إلى قواعدهم العسكرية، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا المجاورة.
استنفار أمني شامل في ترينيداد وتوباغو
أفادت مصادر عسكرية بأن السلطات أصدرت تعليمات عاجلة إلى أفراد القوات المسلحة والشرطة، جاء فيها: "اعتباراً من الآن، توضع قوات الدفاع في ترينيداد وتوباغو في حالة تأهب قصوى. على جميع الأفراد التوجه إلى قواعدهم فوراً". كما تم إلغاء جميع الإجازات الممنوحة لعناصر الشرطة، في إجراء احترازي يعكس حجم القلق من تطورات محتملة في المنطقة.
ذعر شعبي وطمأنة حكومية
أدى إعلان حالة التأهب إلى حالة من الذعر في العاصمة بورت أوف سبين، حيث سارع المواطنون إلى شراء المواد الغذائية والوقود تحسباً لأي طارئ. في المقابل، دعت الحكومة السكان إلى التزام الهدوء، مؤكدة أنها على تواصل مستمر مع السفارة الأميركية، وأنه لا توجد مؤشرات حالية تدعو للقلق.
تحركات عسكرية أميركية ونفي رسمي
تزامنت هذه التطورات مع تقارير إعلامية أميركية تحدثت عن نية إدارة الرئيس دونالد ترامب تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف داخل فنزويلا، إلا أن ترامب نفى بشكل قاطع اتخاذ قرار من هذا النوع، كما أكدت آنا كيلي، مسؤولة في البيت الأبيض، أن المصادر التي استندت إليها التقارير الصحفية "لا تعلم ما تتحدث عنه"، وأن أي إعلان رسمي سيصدر عن الرئيس نفسه.
تقارير عن ضربات محتملة ضد منشآت فنزويلية
صحيفة "ميامي هيرالد" نقلت عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تدرس شن ضربات جوية تستهدف منشآت عسكرية في فنزويلا، يُعتقد أنها تُستخدم من قبل كارتل مخدرات تديره شخصيات بارزة في نظام الرئيس نيكولاس مادورو.
وتهدف هذه الضربات إلى شل قدرات الكارتل و"قطع رأس" قيادته، في إشارة إلى استهداف قيادات عليا في النظام الفنزويلي.
مكافآت أميركية ضخمة مقابل معلومات عن مادورو ومساعديه
في سياق متصل، أعلنت واشنطن عن رفع قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار، وهي أعلى مكافأة مالية تُعرض في تاريخ الولايات المتحدة.
كما رُصدت مكافآت تصل إلى 25 مليون دولار للقبض على عدد من كبار المسؤولين في النظام، من بينهم وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو ووزير الدفاع فلاديمير بادريينو لوبيز، المتهمين بالضلوع في عمليات تهريب المخدرات.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده منطقة الكاريبي، وسط مخاوف من تصعيد عسكري محتمل قد يؤثر على استقرار دول الجوار، وعلى رأسها ترينيداد وتوباغو. وتبقى الأنظار متجهة نحو واشنطن وكراكاس، في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث خلال الأيام المقبلة.
