تتسابق الدبلوماسية الإقليمية هذه الأيام إلى احتواء توتر متصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تتناول تقارير إسرائيلية أنّ القاهرة تعمل الآن على "خطة" تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإخراج القوات الإسرائيلية من نقاط محددة داخل الأراضي اللبنانية مقابل تجميد أنشطة حزب الله جنوب نهر الليطاني. النبأ، الذي نقلته هيئة البث الإسرائيلية، أعاد إثارة سيناريوهات الوساطة التي لعبت مصر فيها أدواراً محورية في أزمات سابقة بالمنطقة.
خطة مصرية في لبنان
وتتضمن "خطة القاهرة" عناصر رئيسية، وهي انسحاب إسرائيلي من خمس نقاط داخل لبنان، مقابل التزام حزب الله بتجميد عملياته العسكرية جنوب نهر الليطاني، مع ضمانات شكلية لمراقبة التنفيذ.
وهو ما يذكّر بشروط هدنة سابقة وبتفاهمات مؤقتة تم التوصل إليها عبر وسطاء إقليميين ودوليين، لكن حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي مصري أو لبناني أو إسرائيلي يفصّل هذه الخطة أو يؤكدها رسمياً، ما يجعل الحديث عنها في هذه اللحظة صفقة سياسية يُبنى عليها تفاهم دبلوماسي محتمل وليس نصاً متفقاً عليه.
لماذا تتحرّك القاهرة الآن؟
مصر استمرت في لعب دور الوسيط الإقليمي المركزي خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد مشاركتها في تهدئات متكررة في قطاع غزة ونجاحها في إقامة "غرف عمليات" تفاوضية وممرات إنسانية عبر معبر رفح.
مصادر صحفية عربية وغربية ربطت تحرك القاهرة الحالي بقلق إقليمي من احتمال تمدد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله إلى مواجهة أوسع تُسفر عن تداعيات إنسانية وأمنية كبيرة على دول الجوار، إضافة إلى مخاطر على الملاحة الإقليمية واللوجستيات الإقليمية، لذا تبدو القاهرة راغبة في توظيف نفوذها لدى الأطراف العربية والغربية لتمرير صيغة تهدئة تقلّص منسوب العنف وتمنع انفتاح جبهات جديدة.
ماذا يعني "جنوب نهر الليطاني" و"النقاط الخمس"؟
نهر الليطاني يعدّ أحد المعالم الجغرافية الرئيسية في جنوب لبنان وغالباً ما استُخدم كخط فاصل عملي في تفاهمات سابقة.
اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة تضمنت بنوداً تقضي بمنع وجود عناصر مسلحة أو نشاطات عسكرية لجهات غير الدولة في مناطق قريبة من الحدود، ونُسبت إلى صيغٍ تفاوضية تمت خلال وساطات دولية وإقليمية.
أما عبارة "النقاط الخمس" تشير إلى مواقع عسكرية إسرائيلية أو نقاط مراقبة احتلتها إسرائيل خلال عمليات ميدانية داخل الأراضي اللبنانية.