في تطور جديد يعكس استمرار التوتر في ملف الصحراء المغربية، أصدرت جبهة البوليساريو بيانًا شديد اللهجة اليوم السبت، أكدت فيه تمسكها المطلق بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ورفضها لأي حلول أو مقترحات لا تحترم هذا الحق الذي وصفته بأنه غير قابل للتصرف أو المساومة أو التقادم.
جاء هذا الموقف عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي لخطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب منذ عام 2007، حيث صوت لصالحها 11 عضوًا، فيما امتنعت الصين وروسيا وباكستان عن التصويت، وغابت الجزائر عن الجلسة.
القرار الأممي تضمن أيضًا تمديد مهمة بعثة حفظ السلام "مينورسو" لمدة عام، ودعوة الأطراف المعنية إلى الانخراط في مفاوضات سياسية تستند إلى المقترح المغربي.
في بيانها، اعتبرت البوليساريو أن المقاربات الأحادية الجانب لن تؤدي إلا إلى تعقيد النزاع وتعريض السلم الإقليمي للخطر، مشددة على أنها لن تكون طرفًا في أي عملية تفاوضية لا تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ومع ذلك، أبدت الجبهة استعدادها للتعاطي البناء مع المسار السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة، بشرط أن يكون قائمًا على احترام هذا الحق الأساسي.
والنزاع حول الصحراء المغربية يعود إلى عام 1975، حين انسحب الاستعمار الإسباني من الإقليم، لتبدأ مرحلة من الصراع بين المغرب، الذي بسط سيطرته على الجزء الأكبر من المنطقة، وجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الإقليم.
وقد خاض الطرفان مواجهات عسكرية انتهت بوقف إطلاق النار، لكن الخلاف السياسي ظل قائمًا، خاصة مع دعم الجزائر لمطلب الاستفتاء الذي تطرحه البوليساريو، في مقابل تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي تحت سيادته.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى مستقبل الصحراء المغربية رهينًا لتوازنات دولية وإقليمية دقيقة، وسط دعوات متزايدة لإيجاد حل سياسي دائم يضمن الاستقرار ويحترم تطلعات سكان الإقليم.
