في حدث فلكي نادر، أدهش المذنب C/2025 K1 (ATLAS) العلماء بعدما نجا من اقتراب شديد الخطورة من الشمس، مخالفًا جميع التوقعات التي رجّحت تفككه نتيجة الحرارة الهائلة والإشعاع الشديد.
المذنب الذي اكتشفه نظام ATLAS المتخصص في رصد الأجرام القريبة من الأرض، كان يُعد الأضعف بين ثلاثة مذنبات خضراء شوهدت هذا العام، وكان يُتوقع أن يتفتت تمامًا خلال مروره قرب الشمس في 8 أكتوبر الماضي. إلا أن النتيجة جاءت مذهلة، إذ ازداد لمعانه بشكل غير مسبوق، وتحول لونه من الأخضر إلى ذهبي لامع، في ظاهرة تُعد من أندر الظواهر في عالم المذنبات.
المصور الفلكي دان بارتليت، الحاصل على جائزة "مصور الفضاء الفلكي لعام 2025"، التقط صورًا مبهرة للمذنب أظهرت ذيلًا ذهبيًا طويلاً ورفيعًا مع بقاء الغلاف الخارجي بلونه الأخضر المعتاد، وعلق على المشهد قائلاً: "مشاهدة الذيل الذهبي وهو ينسدل عبر السماء كانت تجربة لا تُنسى... تصويره كان تحديًا تقنيًا وفنيًا، لكن النتيجة كانت مذهلة بكل المقاييس."
ويرى علماء الفلك أن الألوان التي يظهر بها المذنب تعكس تركيبة جزيئاته وغباره، حيث يشير اللون الأخضر عادةً إلى وجود جزيئات الكربون الثنائي (C2)، بينما ينتج اللون الذهبي النادر عن زيادة إطلاق الغبار عند اقترابه من الشمس، ما يجعل ضوءها ينعكس بشكل لافت على جزيئات الغبار الدقيقة.
وتشير الدراسات إلى أن مذنب K1 (ATLAS) يحتوي على نسبة منخفضة من الكربون مقارنة بمعظم المذنبات الأخرى، وهي خاصية لم تُرصد إلا في حالتين فقط في التاريخ الفلكي المسجل.
ويُعتبر عام 2025 عامًا استثنائيًا في رصد المذنبات، إذ شهد ظهور عدة أجرام غريبة، منها المذنب C/2025 A6 (Lemmon) الأكثر لمعانًا هذا العام، و3I/ATLAS، ثالث جسم بين نجمي معروف يعبر النظام الشمسي.
ومن المتوقع أن يصل المذنب C/2025 K1 (ATLAS) إلى أقرب نقطة له من الأرض في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، على مسافة تُقدّر بنحو 60 مليون كيلومتر، حيث سيكون مرئيًا طوال الليل من نصف الكرة الشمالي، ما يتيح فرصة فريدة لعشاق الرصد الفلكي لمتابعته بالعين المجردة أو عبر التلسكوبات الصغيرة.