تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً متسارعاً في مجال ما يعرف بـ”الحياة الآخرة الرقمية”، وهي تطبيقات تسعى إلى محاكاة أصوات وسلوكيات الأشخاص بعد وفاتهم باستخدام بياناتهم الرقمية.
وتعتمد هذه الأنظمة، التي يطلق عليها بعض الباحثين اسم “روبوتات الموت”، على تحليل المحتوى الشخصي مثل التسجيلات الصوتية والرسائل والمنشورات عبر الإنترنت، بهدف إنشاء نسخ رقمية قادرة على إجراء محادثات تُشبه أسلوب أصحابها الحقيقيين.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة الذاكرة والعقل والإعلام، أجرى باحثون تجربة لإنشاء نسخ رقمية من أنفسهم، بهدف دراسة كيفية تعامل الخوارزميات مع الذاكرة الإنسانية بعد الوفاة. وأظهرت النتائج أن المحاكاة تصبح أكثر اصطناعية كلما ازدادت دقتها، إذ تميل الأنظمة إلى تكرار العبارات بنبرة واحدة وتُخطئ أحياناً في التعبير عن الانفعالات.
ويرى مختصون أن هذه التقنية تطرح تساؤلات أخلاقية وإنسانية حول طبيعة الذاكرة والحدود بين الحياة والموت، مشيرين إلى أن تحويل البيانات الشخصية إلى أدوات تفاعلية قد يغيّر مفهوم التذكّر نفسه.
في المقابل، تتوسع شركات ناشئة في هذا المجال عبر نماذج اشتراك تجارية تربط التقنية بقطاعات مثل التأمين والرعاية الصحية، ما يجعل من الذكريات الرقمية سوقاً ناشئة يصفها باحثون بأنها جزء من “اقتصاد الذكاء الاصطناعي العاطفي”.
ورغم أن هذه الأنظمة تتيح حفظ القصص والأصوات، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استعادة العلاقات الإنسانية أو المشاعر المرتبطة بها بشكل حقيقي