ذكرت وكالة بلومبرغ في تقرير موسّع أن الصحراء المغربية أصبحت إحدى أكثر المناطق نشاطاً في العالم لاقتصاد النيازك، حيث تحوّلت الصخور الفضائية إلى مصدر رزق حقيقي لعدد كبير من السكان المحليين والوسطاء وهواة الجمع، بفضل قيمتها المرتفعة في الأسواق الدولية.
سباق خلف “الصخور السماوية”
كلما سقطت كرة نارية في سماء الصحراء، تنطلق موجة من الباحثين المحليين—من الرعاة إلى التجار وهواة جمع الصخور—للعثور على الشظايا قبل أن يسبقهم الآخرون. يُنظر لهذه الرحلات على أنها مزيج من الخبرة والحظ، إذ يعتمد كثيرون على معارف الرعاة المحليين، وعلى أدوات بسيطة مثل المغناطيس، لتحديد المواقع المحتملة لسقوط النيازك.
سوق عالمية تبحث عن عينات نادرة
القيمة العالية لهذه الصخور تعود لكونها مطلوبة بشدّة لدى المتاحف والمؤسسات العلمية وهواة الاقتناء حول العالم.
صخور المريخ: نحو 1000 دولار للغرام.
صخور القمر: نحو 100 دولار للغرام.
وبالرغم من أن أحجام الشظايا صغيرة في الغالب، إلا أن قيمتها التجارية تجعل البحث عنها نشاطاً مربحاً مقارنة بفرص العمل المتاحة في المناطق الصحراوية.
قانون “من وجدها فهي له”
يمنح القانون المغربي حق ملكية النيازك لمن يعثر عليها بشرط تسجيلها لدى الجهات المختصة، وهو ما ساهم في خلق بيئة تسمح ببروز هذا النشاط بشكل شبه منظم. وقد أدى ذلك إلى ظهور شبكات من تجار الحفريات والمختصين الذين يعاينون العينات ويحددون قيمتها ويعملون على تصديرها.
اقتصاد ناشئ من قلب الصحراء
بالنسبة لكثير من سكان المناطق البعيدة عن المدن، يشكل العثور على نيزك فرصة نادرة لتحقيق دخل يعادل شهوراً من العمل. في المقابل، يظل آخرون في حالة ترقّب دائم لصوت انفجار في السماء أو بلاغ عن كرة نارية، على أمل أن يقودهم ذلك إلى قطعة تستحق عناء البحث.
ورغم طبيعة هذا النشاط غير التقليدية، أصبح حضور المغرب في سوق النيازك العالمية ملموساً، إذ تُعرض عينات من صحرائه في متاحف ومجموعات خاصة حول العالم.